يقوم نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح، إبتداء من اليوم الاحد، بزيارة إلى الناحية العسكرية الثانية بوهران وهذا مواصلة للزيارات التفقدية والعملية إلى النواحي العسكرية والمتابعة الميدانية للمشاريع المبرمجة في مخطط تطوير القوات ومدى تنفيذ برامج التحضير القتالي. وأفاد بيان لوزارة الدفاع الوطني أن الفريق قايد صالح أشرف في اليوم الأول من الزيارة، وبرفقة اللواء سعيد باي، قائد الناحية العسكرية الثانية، واللواء محمد العربي حولي، قائد القوات البحرية، على تنفيذ تمرين رمي بالصواريخ سطح- سطح على مستوى مضلع الرمي للقوات البحرية بالواجهة البحرية الغربية بوهران. وتم تنفيذ التمرين من قبل طاقم السفينة الغراب "الظافر" رقم المتن 920،وهي السفينة التي تعززت بها القوات البحرية الجزائرية مؤخرا في إطار برنامج تحديث وعصرنة أسطولها البحري، والتي أشرف الفريق قايد صالح على رسوها وتفتيشها في الخامس من شهر نوفمبر 2015 بميناء القوات البحرية بالأميرالية. وتم تنفيذ التمرين على هدف سطحي، عبارة عن باخرة قديمة تم تخصيصها كدارئة للرمي، حيث تم تمثيل معركة بحرية ضد هدف بحري معاد. ويهدف هذا التمرين إلى إتقان التحكم في استعمال الأسلحة الكبرى المعتمدة لدى القوات البحرية، خاصة الصواريخ المضادة للسفن الحربية ومراقبة فعالية الأسلحة المكتسبة. وقد تم تنفيذ الرمي بنجاح وتدمير الهدف السطحي بدقة عالية، وهو ثمرة التحضير القتالي الجيد للأطقم والتحكم في الأسلحة والمعدات، ما يؤكد --حسب نفس المصدر-- "التطور والجاهزية العملياتية التي وصلت إليها وحدات القوات البحرية الجزائرية في السنوات الأخيرة". وبعد ذلك، إلتقى الفريق قايد صالح بإطارات وأفراد الواجهة البحرية الغربية، حيث ألقى كلمة توجيهية هنأ فيها طاقم السفينة "الظافر" على "تحكمهم الجيد في الأسلحة والمعدات"، مذكرا بالجهود التي تم بذلها في السنوات الأخيرة من أجل تطوير وعصرنة القوات البحرية. وبهذا الخصوص، قال الفريق قايد صالح أن "إصرارنا يزداد في الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، وبفضل توجيهات ودعم فخامة رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، على مواصلة مشوار الرفع من قدرات عموم قواتنا المسلحة التي تعتبر القوات البحرية جزءا أساسيا من مكوناتها الكبرى". وقد حظيت من أجل ذلك --يضيف الفريق-- "ولا تزال تحظى من لدنا بالرعاية التي تستحقه على كافة الأصعدة، مما جعلها تقطع أشواطا بعيدة في كافة المجالات وتصبح مفخرة من مفاخر الجيش الوطني الشعبي الذي بقدر ما يعتز بما حققه من خطوات عملاقة في مجال التطوير والتحديث واكتساب كافة مقومات القوة، فإنه يتشرف دوما بما أنيط به من مهام دستورية عظيمة ويعد شعبه بأنه سيكون دوما في مستوى هذه المهام وفي مستوى الثقة التي نعلم يقينا بأن شعبنا يشرفنا بوضعها فينا". كما حرص الفريق قايد صالح بالمنسبة على التذكير بالتاريخ المجيد للبحرية الجزائرية التي كانت "ملكة البحار دون منازع خاصة في البحر الأبيض المتوسط". وقال في هذا الشأن: "إن تعلقنا بتاريخنا الوطني واعتزازنا به يجعلنا في الجيش الوطني الشعبي، نتمعن باستمرار في مساره الثري ونجعل منه قدوة تستحق منا التذكر والاقتداء، فينبغي ألا ننسى إطلاقا تلك الفترة الذهبية في تاريخنا العسكري والوطني التي كانت فيها البحرية الجزائرية ملكة البحار الأولى دون منازع وكانت القوة العظمى التي كان يحسب لها ألف حساب لاسيما في البحر الأبيض المتوسط". واستطرد الفريق قايد صالح قائلا: "ذلكم هو العمق التاريخي الوهاج لقواتنا البحرية التي نحرص على أن يكون مصدرا ثريا من مصادر الاعتزاز وباعثا قويا من بواعث الإصرار على وضع القوات البحرية للجيش الوطني الشعبي على المسار الصحيح وجعلها قوة رادعة فعلية تتماشى سمعتها مع سمعة الجزائر المستقلة ذات الجذور الثورية العريقة وتتساوق بالأساس مع المهام الدستورية الموكلة إليها ضمن قوام المعركة للجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني". وبمقر قيادة الواجهة البحرية الرئيسية مرسى الكبير، قام الفريق قايد صالح بتفقد وتفتيش وتدشين عدة مرافق بهذه القاعدة البحرية الإستراتيجية، كما سيتفقد خلال هذه الزيارة وحدات ومؤسسات أخرى.