سيتزامن الموسم الكروي الجديد (2016-2017) التي ستعطى إشارة انطلاقته يوم الجمعة بلقاء الجولة الأولى بين اتحاد الجزائر و مولودية بجاية، مع منافستين هامتين وهما كأس إفريقيا للأمم-2017 و تصفيات مونديال-2018 اللتان ستكونان في برنامج المنتخب الجزائري، وهو ما قد يشكل حافزا كبيرا للاعبين المحليين. ويأمل مؤيدو الخيار المحلي الذين خابت آمالهم بعد الاقصاء المرير لمنتخب أقل من 23 سنة (المشكل أساسا من عناصر البطولة الوطنية) منذ الدور الأول لأولمبياد ريو، في استفاقة ملحوظة للاعبين المحليين خلال الموسم الكروي الجديد. فالرهان كبير، لا سيما و ان المنتخب الوطني الأول مشكل عادة من اللاعبين الممارسين خارج الوطن، والذين تكون أغلبهم بالمدارس الفرنسية، و المقبل على المشاركة في المرحلة النهائية لكأس افريقيا بداية عام 2017 بالغابون، وتصفيات مونديال-2018 على مستوى المجموعات، وهما حدثان بارزان من شأنهما أن يحفزا لاعبي البطولة المحلية خاصة بعد قدوم المدرب الوطني الجديد الصربي ميلوفان رايفاتس. رسالة رايفاتس وتكون فلسفة الناخب الوطني السابق لفريق غانا وراء طموحات اللاعبين المحليين الجزائريين، كون رايفاتس معروف بتشجيعه للاعبين البارزين محليا مثلما سبق له أن نجح فيه مع "النجوم السوداء" الغانية خلال كان-2010 لما وصل الى النهائي و مونديال-2010 أين أقصي المنتخب في الدور ربع النهائي. وقد جدد رايفاتس التزامه خلال ندوته الصحفية الأولى التي نشطها بالجزائر في شهر يوليو الماضي بعد توقيعه للعقد مع الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، وهي طريقة يريد بها التأكيد على أنه يعامل بالمساواة اللاعبين المحليين و نظرائهم المتواجدين في أوروبا. ولتأكيد نواياه الحسنة، استدعى المدرب الصربي المدافع الأيسر لشبيبة القبائل هواري فرحاني في القائمة الأولى التي ضبطها بمناسبة اللقاء المقبل ضد ليزوتو يوم 4 سبتمبر بالبليدة، لحساب اليوم السادس و الأخير لتصفيات كأس أمم إفريقيا-2017. لكن الملاحظين يبقون متشائمين لإمكانيات اللاعبين المحليين في فرض وجودهم ضمن المنتخب الجزائري طالما و أن البطولة الجزائرية لم تبلغ ابدا المستوى العالي. وتدخل عدة اعتبارات في هذا المجال كون الأندية الجزائرية بما فيها "الكبيرة"، تهتم فقط بتحقيق النتائج على حساب التكوين الذي يبقى آخر انشغالاتها. ولتأكيد هذا الطرح، يجب القاء نظرة على عملية الانتقالات التي عرفها الميركاتو الصيفي الأخير والذي بلغ بالنسبة للرابطة الأولى وحدها حوالي 160 عملية انتقال. هذا العدد يعطي صورة واضحة لحالة اللاستقرار السائدة ضمن الأندية الجزائرية التي تقدم غالبا مباريات ضعيفة المستوى في البطولة الوطنية. وسيتأكد رايفاتس ميدانيا من هذه الوضعية، اللهم ان عرفت النسخة الجديدة للرابطة الأولى مفاجآت غير متوقعة.