صرح وزير التهيئة العمرانية والسياحة والصناعة التقليدية، عبد الوهاب نوري، اليوم الخميس من تيبازة انه "تم في أوقات سابقة توزيع 65 هكتارا بطرق مشبوهة و غير شرعية" بحظيرة "دنيا بارك" بالرياض الكبرى بالجزائر العاصمة من إجمالي 1059 هكتارا أنشئت في الأساس كفضاء حيوي و متنفس للعاصمة. وأفاد الوزير في تصريح صحفي ختاما لزيارة عمل لولاية تيبازة بأنه "أصيب الذهول" حين إطلع على ملف حظيرة "دنيا بارك" بعد توليه شؤون قطاع السياحة، واصفا الوضع ب "الموضوع البالغ الخطورة الذي يستدعي اتخاذ إجراءات صارمة و عاجلة". وأضاف انه "تم توزيع قطع أرضية على أساس تجزئة دون مراعاة أدنى الشروط القانونية و بعيدا عن شفافية مسامع الرأي العام الوطني لإقامة استثمارات وهمية تمثلت أغلبها في الإطعام السريع" مبرزا الأهمية الطبيعية لمنطقة الرياح الكبرى. وكشف في ذات السياق عن أن مصالحه ألغت عقود الاستفادة ل96 منها 40 كانت تستوعب محلات الإطعام السريع. وأوضح قائلا "لا يمكن دفع عجلة التنمية السياحية بتشجيع ثقافة الفاست فود و بعيدا عن القانون"، مشيرا إلى أن "عملية التوزيع تمت في غياب مخططات التهيئة و مخططات التجزئة", وإعتبر الأمر "خطير و كارثي". كما أضاف أن عملية التوزيع تمت وسط "فوضى عارمة"، مشيرا إلى أنه "حتى الناحية المالية سادتها العديد من التناقضات حيث تم اقتناء قطع أرضية بمساحة 200 متر مربع و واحد هكتارا بنفس السعر". وبخصوص المستفيدين قال الوزير أن تعليمات أعطيت من أجل تعويضهم و استرجاع القطع الأرضية. و في سياق آخر، صرح الوزير أن مصالحه بصدد إعداد تقييم موضوعي و مسؤول و شامل لمجريات موسم الاصطياف من أجل استدراك النقائص مستقبلا، مشيرا إلى أن الجزائر تمتلك من الطاقات ما يؤهلها لتقديم خدمات سياحية أفضل. وسجل السيد نوري معاناة المصطافين على طول الشريط الساحلي للجزائر من مشكلة ركن السيارات، مبرزا العمل من أجل تنظيم العملية بالتنسيق مع الجماعات المحلية. كما سجل الوزير نقائص متعلقة بالنظافة و البيئة داعيا إلى بذل المزيد من المجهودات من خلال انخراط المواطن من أجل المحافظة على البيئة . وجدد الوزير بخصوص مناطق التوسع السياحي التذكير بأن مصالحه بصدد التحضير لإطلاق عملية إحصاء شاملة بوضعية المناطق التي استحدثت بموجب مرسوم صدر سنة 1989. وقال في هذا الصدد عرفت بعض المناطق اعتداءا و شيدت عليها بنايات فوضوية و منها من استعملت لغير السياحة إلى غيرها من المشاكل الأخرى. وأضاف أن "العقار السياحي موضوع حساس يتوجب التعامل بحرص و احتراما للمخططات التهيئة العمرانية حتى يتم تجنب الفوضى". وعن سؤال متعلق بترميم المركبات السياحية العمومية على غرار المتواجدة بتيبازة (القرية و متاريس و القرن الذهبي) التي زارها، أعرب السيد نوري عن انزعاجه بخصوص الوتيرة و ضعف المتابعة التقنية للمشاريع. وأعلن بالمناسبة عن إجراء عملية توظيف لمهندسين و تقنيين لتشكيل خلايا من شأنها متابعة مختلف عمليات التأهيل التي خصصت لها الدولة 70 مليار دينار. كما شكلت الزيارة مناسبة للوزير من أجل الاطلاع على سير عمل المؤسسة الجزائرية للزرابي التي تعاني من متاعب مالية جمة حيث أكد في عين المكان على مساعدة المؤسسة شرط ولوج عالم التكوين. كما حث الوزير لدى زيارته معرض للصناعات التقليدية بشرشال و تيبازة على الارتقاء بمستوى المنتوج التقليدي من حيث النوعية و العمل على الترويج للصناعة التقليدية دون إغفال جانبي التكوين و توريث الحرف للشباب. وشكلت الزيارة أيضا فرصة للوزير للإطلاع على عمل فندق لمستثمر خاص بشرشال و كذا مشروع سياحي و تربية المائيات بشاطئ كوالي 3 بتيبازة.