تستعد كوت ديفوار لتبني دستور جديد من خلال التصويت عليه في استفتاء سيجري يوم الاحد القبل وسط دعوات للاقبال عليه "بكثافة" و اخرى لمقاطعته. وقد أحدث مشروع الدستور الجديد الذي اقترحه الرئيس الإيفواري الحسن واتارا مع بداية ولايته الثانية -التي تستمر 5 سنوات- "فجوة كبيرة" سواء في الشكل أو المضمون بين أركان السلطة والأحزاب السياسية و المجتع المدني حيث تباينت المواقف حول منهجية وضع الدستور الجديد. و بعد مصادقة البرلمان الإيفواري الثلاثاء الماضي في جلسة علنية وبأغلبية ساحقة على مشروع الدستور الجديد وقع الرئيس الإيفواري الحسن وتارا في الموالي على مرسوم إصدار مسودة الدستور في الجريدة الرسمية وعلى مرسوم دعوة الناخبين إلى اقتراع 30 أكتوبر الجاري. و بهذا بدأ العد التنازلي لتنظيم الاستفتاء حيث شرعت اللجنة الانتخابية في اعتماد مراقبي الاقتراع. السلطات تراهن على على فوز "نعم"باغلبية و على نسبة اقبال عالية وسط أجواء مشحونة يجري الاستفتاء الذي تراهن عليه السلطات الايفوارية في الفوز ب(نعم) بنسبة عالية و بنسبة اقبال"واسعة" للناخبين الذين يصبون الى التغيير و الاستقرار الامني و الاقتصادي و تحسين ظروف معيشتهم. و لهذا فان المهمة ليست بالسهلة في نظر بعض المتتبعين للمشهد الايفواري الذي عرف العديد من الازمات و التوترات رغم الضمانات التي تقدمها السلطات الايفوارية لعودة الامان و تحسين الاوضاع الاقتصادية للبلد. و امام هاجس الامتناع عن التصويت الذي بدات مؤشراته تطفو على المشهد السياسي باشر الرئيس الايفوري من ملعب (هافويت بوانيي ) بالعاصمة ابيدجان الحملة الانتخابية -التي بدات السبت الماضي و من المقرر ان تختتم يوم غد السبت عند منتصف الليل- بالدعوة الى التجنيد و التعبئة العامة و واصل بمدينة "ياموسوكرو-ثان اكبر المدن الايفوارية) حملته بتقديم شروحات عن محتوى نص الدستور الجديد قبل يلتقي بممثلي المجتمع المدني الاربعاء بابيدجان و يختتم نشاطاته بتجمع شعبي بمدينة (بواكي) امس الخميس. و في هذا السياق قال الناطق باسم الحكومة الايفوارية برينو كوني "نامل في ان تكون نسبة المشاركة في هذا الاستفتاء عالية. ان فرقنا موجودة في الميدان لتنشيط الحملة و بعد عام من اعادة انتخاب الرئيس واتارا فان الرهان حاسم بالنسبة اليه". و كان واتار قد اعرب عن امله في في أن "تمر كل مراحل" الدستور الجديد و الاستفتاء ب"هدوء و سلام" مؤكدا التزامه بالعمل" من أجل استدامة السلم "في كوت ديفوار. المعارضة تحشد جبهاتها لمقاطعة الاستفتاء و امام هذا الوضع شرعت الاحزاب و التجمعات السياسية المنضوية تحت (جبهة الرفض التي يقودها حزب الجبهة الشعبية الايفوارية للرئيس الاسبق لوران غباغبو) و (ائتلاف لا) في تعبئة مناصريها عبر مختلف الجبهات لمقاطعة الاستفتاء بعدما طلبت بسحب مسودة الدستور الجديد. و اطلق حزب (التحالف الديمقراطي الإفريقي في كوت ديفوار) مؤخرا نداءا رسميا للرئيس الإيفواري الحسن واتارا بتأجيل الاستفتاء لتبني دستور جديد ووصفه بانه "يكرس الانتقال إلى الجمهورية الثالثة". من جهته اطلق (المركز الإيفواري لحقوق الإنسان) و (المبادرة الإيفوارية للديمقراطية والتنمية)- و هما منظمتان غير حكوميتين- دعوة لمقاطعة الناخبين الإيفواريين الاستفتاء الدستوري. و تعتبر المعارضة ان مشروع الدستور الجديد تمت صياغته "على مقاس الرئيس" اذ انه" هو الذي يختار ثلث نواب مجلس الشيوخ دون الاخذ بعين الاعتيار اختيار الشعب". و يرى معارضو الدستور الجديد و الداعين الى مقاطعته بان كوت ديفور "ليست مستعدة بعد لهذا الاستفتاء لانها ما تزال تعيش اوضاع ازمة ما بعد الانتخابات عام 2010 و لم تتصالح بعد مع جميع ابنائها لهذا فان الوضع حاليا لا يسمح باجراء استفتاء". هذا و قامت اللجنة المستقلة للانتخابات بتسليم القائمة الانتخابية النهائية إلى الأحزاب والتشكيلات السياسية الإيفوارية. و من المقرر ان تفتح مكاتب التصويت يوم الاحد المقبل ابوابها على الساعة 00ر8 صباحا بالتوقيت المحلي لتستمر حتى الساعة 00ر18 . و الى غاية موعد يوم الاحد المقبل فان 3ر6 مليون ناخب ايفواري مطالب بالحسم اما بالإقبال على صناديق الاقتراع او الامتناع عنها.