يعتزم الرئيس الغامبي الجديد أداما بارو، المتواجدحاليا في السنغال، العودة إلى بلاده في غضون أسبوع بعد أن اضطر الرئيس السابق يحيجامع إلى مغادرة البلاد، عقب أزمة سياسية على خلفية رفضه قبول نتائج الانتخاباتالرئاسية، كما اتخذ بارو أمس الإثنين أول قرار رسمي له منذ توليه مهام منصبه بتعيينسيدة في منصب نائب رئيس الجمهورية. وأعلن حليفة صالح المتحدث بإسم الرئيس الجديد أن بارو عين فاتيماتا جالوتامباجامغ في منصب نائب الرئيس لتكون بذلك أول تعيين لبارو منذ توليه منصبه في19 يناير الجاري. وكانت فاتيماتا هي العقل المدبر للمظاهرات التي عاشتها غامبيا العام الماضيو تسببت في اعتقال أوسمان جاربو، رئيس أكبر أحزاب المعارضة في عهد الرئيس السابقيحي جامع و الذي حكم عليه بالسجن ثلاث سنوات نافذة. وتعد واحدة من المعارضين الأوائل في عهد جامع و ظلت دوما تكافح من اجلتوحيد صفوف المعارضة من أجل الإطاحة بحكمه. وسبق فاتيماتا أن تولت عدة مهام سياسية بارزة في غامبيا من أشهرها أنهاكانت مستشارة الرئيس الغامبي الأسبق دياورا الذي أطاح به جامع في إمقلاب أبيض عام1994. الرئيس الغامبي الجديد يعتزم العودة إلى بلاده في غضون أسبوع وبعد أن غادر الرئيس المنتهية ولايته يحيي جامع البلاد إلى منفاه في غينياالاستوائية حيث قرر التنحي عن السلطة "من أجل مصلحة البلاد العليا" بعد رفضه الطويللذلك إثر خسارته في الانتخابات الرئاسية، التي جرت في ديسمبر الماضي، أعلن أدامابارو الرئيس الجديد اعتزامه العودة إلى بلاده في غضون أسبوع. وكان الرئيس الغامبي الجديد أداما بارو -المتواجد حاليا في العاصمة السنغاليةداكار بطلب من المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا (ايكواس) التي أبدت خشيتهاعلى سلامته خلال الأيام الأخيرة من عهد جامع- طالب مواصلة العملية العسكرية التيشنتها (ايكواس) في غامبيا، معتبرا أن الشروط الأمنية لعودته إلى البلاد غير متوافرةبالكامل رغم رحيل سلفه يحي جامع. وقال بارو في تصريح خاص لشبكة /سي إن إن/ الأمريكية أنه "بصدد البدء فيالإعلان عن حكومته الجديدة والتي ستبدأ بتعيين نائب للرئيس". وأشار الى أنه ينوي تفكيك وإحلال الجيش الغامبي الذي ظل مواليا لجامع لفترةطويلة للغاية قائلا "نعتزم القيام بإصلاحات في الجيش حتى يتسنى لنا توفير مزيدمن التدريبات التي تساعدهم على الوصول للاحترافية ونحن نرغب من قوات المجموعةالاقتصادية لدول غرب أفريقيا /إيكواس/ مساعدتنا في ذلك". وفيما يتعلق بقضية الأموال التي اختفت من خزينة غامبيا عقب مغادرة جامعالبلاد قال بارو إنه "لا يستطيع التأكيد على ان جامع سرق خزينة الدولة". واتهم محامي الفريق الانتقالي للرئيس الغامبي الجديد أداما بارو، أمس الاثنين،الرئيس السابق يحيى جامع بسرقة أكثر من 11 مليون دولار أمريكي قبل أيام من تنحيهعن السلطة. وقال المحامي ماي فاتي - خلال مؤتمر صحفي في داكار عاصمة السنغال، حيثيوجد بارو حاليا - "مع تولينا الحكومة الجديدة، غامبيا تعاني من أزمة مالية، فخلالأسبوعين فقط تم سحب نحو 500 مليون /دالاسي/ غامبي من خزانة البنك المركزي من قبلالرئيس السابق.. هذا كم كبير من المال". وأشار إلى" جهود للتوصل إلى تحديد المبلغ الفعلي الذي تمت سرقته من قبلجامع"..مضيفا أن "الرئيس السابق غادر البلاد بكم هائل من المال" مؤكدا أن "الخزائنفارغة تقريبا. وتم التأكيد من قبل مسؤولي وزارة المالية والبنك المركزي لغامبياعلى أن جامع غادر البلاد ومعه أكثر من 11 مليون دولار أمريكي". ترحيب دولي بإنتهاء الأزمة السياسية في غامبيا سلميا أعربت عدة دول عن ترحيبها بانتهاء الأزمة السياسية في غامبيا سلميا بفضلالجهود المشتركة للإتحاد الإفريقي والمجموعة الإقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) والمجتمع الدولي ممثلا في الأممالمتحدة. ففي باريس أعرب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادالعن ترحيب بلاده بانتهاء الأزمة السياسية في غامبيا وباحترام الاستحقاق الديمقراطيالذي أنتخب خلاله الشعب الغامبي الرئيس الجديد أداما بارو، مشيدا بجهود المجموعةالاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس)، والأممالمتحدة والقادة الذين ساهموا فيالتوصل إلى حل تفاوضي وخاصة الرئيسين الغيني ألفا كوندي والموريتاني محمد ولد عبدالعزيز. وأكد أن فرنسا تعرب عن أمالها أن يتمكن أداما بارو من الاضطلاع بمهامهسريعا في بانغول من اجل تشكيل حكومة وإجراء المصالحة و التنمية. من جهتها رحبت الصين بانتهاء الأزمة السياسية في غامبيا سلميا بعد وصولالرئيس الغامبي السابق يحيى جامع إلى منفاه في غينيا الاستوائية وإعلان الأممالمتحدةفي بيان مشترك مع الاتحاد الإفريقى والايكواس حول استعدادهم للتعاون مع إدارة الرئيسالغامبي الجديد. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشان يينغ أن الصين تأملأن ترى جميع الأطراف في غامبيا تعمل في ظل قيادة الرئيس بارو من أجل مصلحة الوطنوالشعب وتحقيق السلام والاستقرار والتنمية في البلاد. وكانت الصين طالبت الجمعة الماضية أطراف النزاع السياسي في البلاد بضبطالنفس وإعلاء مصلحة الوطن والشعب والتمسك بالسلام والاستقرار وتحقيق الانتقال السياسيالسلس للسلطة في البلاد وذلك عقب تفاقم الأوضاع هناك بعد توغل القوات السنغاليةإلى الأراضي الغامبية لدعم الرئيس الجديد في مواجهة رفض يحيى جامع التخلي عن سلطاتهله بالرغم من هزيمته في الانتخابات الرئاسية التي جرت في أول ديسمبر الماضي. بدوره أعرب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف بن أحمد العثيمينعن ارتياحه للتوصل إلى حل سلمي للأزمة السياسية التي شهدتها غامبيا لقرابة شهرينو التي أفضت إلى تسليم ناجح للسلطة في هذا البلد. ونوه بجهود الوساطة التي اضطلعت بها المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا(ايكواس) والمدعومة من الاتحاد الإفريقي والأممالمتحدة "وهي الجهود التي سهلتالانتقال السياسي السلس في غامبيا" كما قال. كما أثنى على رؤساء كل من نيجيريا وليبيريا وسيراليون وغانا وغينيا وموريتانيا"لإسهاماتهم الكبيرة في تجنيب غامبيا العنف وإراقة الدماء" و حث جميع الأطراف فيغامبيا على العمل من أجل تحقيق المصالحة الوطنية في البلاد خلال الفترة المقبلة. للتذكير، فإن غامبيا دخلت في أزمة سياسية على خلفية رفض الرئيس المنتهيةعهدته يحي جامع قبول نتائج الانتخابات الرئاسية التى جرت مطلع ديسمبر الماضي وأفضت بفوز منافسه اداما بارو. ورفض يحي جامع الاعتراف بهزيمته، الا أنه وتحت ضغط المجتمع الدولي وتلويحالمجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا (يكواس) بالتدخل العسكري و بعد محادثات مكثفةأجراها معه كل من الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، ورئيس غينيا كوناكري،ألفا كوندي، لإقناعه بمغادرة السلطة سلميا وافق جامع على التخلي عن السلطة رسميالصالح الرئيس الجديد أداما بارو" من أجل مصلحة" بلاده وشعبه.