يعكف المشاركون في أشغال الاجتماع الإقليمي الأول للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب حول المبادرة المعنية بالوقوف على الصلة بين الجريمة المنظمة العابرة للحدود والإرهاب والذي تستضيفه الجزائر يوم الأربعاء و ترأسه مناصفة مع هولندا، على بحث السبل الكفيلة بتجفيف منابع تمويل الإرهاب و تعزيز القدرات الخاصة بالمناطق التي تعاني من هذه الظاهرة. ويقوم الخبراء والموظفون السامون المشاركون في الجلسة الأولى من هذا الاجتماع الذي ينعقد في جلسة مغلقة، إلى عرض الخبرات المختلفة للبلدان المشاركة،في ما يتعلق بتحديد الصلة بين الجريمة المنظمة و الإرهاب في منطقة غرب إفريقيا مع التركيز على القضايا المتعلقة بهذه الصلة التي تواجهها المنطقة. و سيتم خلال هذه الجلسة التركيز على ثلاث نقاط أساسية هي: تبادل الخبرات و المعلومات و مسألة المشاركة المحلية مكافحة الجريمة المنظمة و الإرهاب و مسألة بناء القدرات و إنفاذ القانون. أما خلال الجلسة الثانية المخصصة للمجموعات الفرعية فسيتم تنظيم ثلاث مناقشات جماعية بشأن الديناميات و القضايا التمكينية المتصلة بالروابط القائمة بين الجريمة المنظمة و الارهاب، و ذلك بهدف الوقوف على التحديات التحديات الرئيسية، و إبراز أي استراتيجيات ناجعة تم تجريبها استجابة لهذه التحديات. و في الجلسة الختامية لهذا الاجتماع الإقليمي سيتم عرض الدروس المستفادة و الممارسات الجيدة و النهج الجديد للتصدي للروابط القائمة بين الجريمة المنظمة و الإرهاب. و يأتي هذا الاجتماع في إطار المبادرة التي تقودها هولندا، و المتعلقة ب"الصلة بين الإرهاب و الجريمة المنظمة العابرة للحدود" تحت رعاية المنتدى العالمي لمكافحة الارهاب، و تتمثل أهداف هذه المبادرة في التوعية و تحديد الاحتياجات و الموارد و الاستفادة من الخبرات و التجارب من أجل فهم أفضل للعلاقة بين الارهاب و الجريمة المنظمة العابرة للحدود. كما أنه من بين أبرز أهداف هذا المنتدى دعم و تحفيز تنفيذ إستراتيجية الأممالمتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب، بما في ذلك خطة عمل الأمين العام للأمم المتحدة لمنع التطرف العنيف، حيث يعمل هذا المنتدى عن كثب مع هيئات الأممالمتحدة و المنظمات الدولية و الإقليمية المعنية بهذا المجال. ويضم المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب خمسة فرق عاملة.. ثلاثة منها عبارة عن فرق موضوعاتية هي الفريق العامل المعني ب"مكافحة الإرهاب" برئاسة كل من استراليا و اندونيسيا و الفريق العامل المعني ب"العدالة الجنائية و سيادة القانون" برئاسة نيجيريا و سويسرا و الفريق العامل المعني ب"المقاتلين و الإرهابيين الأجانب" برئاسة الأردن و الولاياتالمتحدة، كما أن هناك فريقان عاملان يركزان على "بناء القدرات" أحدهما معني بمنطقة غرب إفريقيا برئاسة الجزائر و كندا و الآخر معني بمنطقة شرق إفريقيا برئاسة مصر و الاتحاد الأوروبي. و تعمل جميع الفرق العاملة على تحديد التحديات المدنية ذات الصلة بمكافحة الإرهاب و الاحتياجات و الفجوات في مجال بناء القدرات، كما تبحث في الأنشطة الكفيلة بمعالجة هذه الاحتياجات و حشد الإرادة السياسية و الموارد المالية و الخبراتية. وقد أطلق المنتدى منذ تأسيسه سنة 2011، العديد من المبادرات و البرامج التي تركز على عدد من القضايا، أبرزها مبادرة "معالجة دورة حياة التطرف المؤدي للعنف" و مبادرة "أمن الحدود للتصدي للتحديات التي تشكلها الحدود النفيذة" و مبادرة "منع عمليات الاختطاف للحصول على الفدية" و مبادرة "دعم ضحايا الإرهاب" و مبادرة "مكافحة التطرف العنيف و الإرهاب على الانترنت"، و مبادرة "حماية الأهداف غير المحصنة في سياق مكافحة الإرهاب" و فرقة العمل المعنية ب"خطط العمل الوطنية لمنع و مكافحة التطرف العنيف". وهناك ثلاث مؤسسات مستلهمة من المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب مصممة لدعم و تطوير القدرات المعنية لمكافحة الإرهاب على المستويات الوطنية والإقليمية.. و هي الصندوق العالمي لإشراك المجتمعات المحلية و تعزيز قدراتها على التكيف وهو أول صندوق عالمي تشاركي بين القطاعين العام و الخاص لدعم الجهود الرامية إلى مكافحة التطرف. كما يعد "مركز هداية" أول مركز دولي للتميز في مجال مكافحة الإرهاب و التطرف العنيف، بالإضافة إلى المعهد الدولي للعدالة و سيادة القانون وهو معهد يوفر التدريب القائم على سيادة القانون لفائدة طائفة واسعة من أصحاب المصلحة من قطاع العدالة حول طرق التعامل مع الإرهاب و الأنشطة الإجرامية العابرة للحدود. ومنذ إنشائه قام المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب بالتنسيق مع العديد من الدول،على غرار الولاياتالمتحدة و المنظمات الإقليمية و الدولية المعنية بمكافحة الإرهاب، وكذا الدول المتضررة من هذه الآفة وذلك من أجل حشد الجهود لمواجهة هذه الظاهرة بشكل أفضل. كما تمكن المنتدى من التأسيس لتقاليد جيدة في التعاون من خلال توجيه الدول و تقديم الإرشادات للحكومات حتى تتمكن من وضع تصورات و برامج سياسية و آليات كفيلة بمكافحة الإرهاب.