عرفت العلاقة بين الاتحاديات الرياضية الوطنية و اللجنة الاولمبية و الرياضية الجزائرية سنة 2017 اهتزازات كبيرة و فتور مقلق مباشرة عقب انتهاء مسار تجديد الهيئات الفدرالية, بعد اعتراض العديد منها على "الظروف" التي سمحت بإعادة انتخاب مصطفى براف على رأس اللجنة الأولمبية لعهدة جديدة من أربع سنوات (2017-2020). ومعلوم انّ مصطفى براف كان قد ترشح لخلافة نفسه و هو الهدف الذي حققه في الجمعية العامة الانتخابية التي عقدت يوم 27 مايو الفارط, بعد حصوله على مجموع 80 صوتا مقابل 45 لمنافسه و رئيس الاتحادية الجزائرية لألعاب القوى, عبد الحكيم ديب. و برز الخلاف بشكل جلي بعد انتخاب براف لعهدة اولمبية جديدة, عندما قام حوالي 40 من رؤساء الاتحاديات بتشكيل "تكتل" قدموا من خلاله طعنا بخصوص "عدم نزاهة عملية الانتخاب", منتقدين "الظروف" التي جرت فيها أشغال الجمعية العامة الانتخابية التي نصبت براف مجددا على رأس "الكوا", علما أنّ نفس الاشخاص كانوا قد سارعوا الى تقديم التهاني الحارة للاعب الدولي السابق في كرة السلة عقب تجديد الثقة في شخصه. من جانبها, أبدت حسيبة بولمرقة استياءها و قلقها من وضعية "الانسداد" في العلاقات بين الهيئات الفاعلة في الحركة الرياضية الوطنية و التي تدفع ضريبتها من قبل الرياضيين المرتبطين بالمشاركة في عدة مواعيد دولية مقبلة, قائلة : "السلطات العمومية قدمت الكثير للرياضة الجزائرية و لم تدخر أي جهد من أجل ترقيتها, لكن عامل الوقت و نجاعة الاستثمار فيه يكتسي هو الآخر أهمية قصوى لا يمكن تجاهلها, خاصة عندما يتعلق الامر بإعداد الرياضيين". و أضافت حاملة اللقب الاولمبي ببرشلونة (1992), على هامش أشغال منتدى "المرأة و الرياضة" الذي عقد في سبتمبر الفارط أنه "بسبب هذه الأزمة التي لم تجد طريقها الى التسوية, ضيع الرياضيون الكثير من الوقت الذي لا يمكن ان يعوض ولكي لا تتأزم الوضعية أكثر يتعين على الجميع التجند في اتجاه واحد من خلال وضع المصلحة العليا للرياضة فوق كل الاعتبارات و الحسابات الضيقة". و يرى المتتبعون انّ هذه الوضعية و هذا الفتور في العلاقات لا يخدم بأي حال من الأحوال مصلحة الرياضيين الجزائريين قبل أشهر قليلة من مشاركتهم في مواعيد دولية أهمها الألعاب الافريقية للشباب المقررة بالجزائر و ألعاب البحر الابيض المتوسط بإسبانيا. فهل ستحمل سنة 2018 التي ستحل خلال أيام قليلة, البشرى و الفرج للرياضة الجزائرية التي لم ترق عام 2017 الى تطلعات الشعب الجزائري الذي يجد فيها المتنفس الوحيد له الذي يريحه و لو قليلا من مشاق الحياة اليومية ؟ الاجابة عن هذا سؤال تبقى في يد القائمين على الرياضة الوطنية و مرهونة بالتوصل الى أرضية اتفاق يتم فيها وضع المصلحة العليا للرياضة فوق جميع الاعتبارات ومن ثمّ تعبيد الطريق لنتائج تليق بسمعة الجزائر في المحافل الدولية.