أكد وزير الشؤون الخارجية الصحراوية محمد ولد السالك أن القمة ال31 لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي شكلت منعطفا في التعاطي مع القضية الصحراوية، معتبرا أن الاحتلال المغربي أصبح "يعد أيامه انطلاقا من هذه القمة" فجلوس المملكة المغربية مع الدولة الصحراوية في نواكشوط يدل على أن عهد الاستعمار و الأمبراطوريات قد ولى. وقال ولد السالك خلال حوار أمس الثلاثاء مع الإذاعة الصحراوية من العاصمة الموريتانية نواكشوط أن "القمة شكلت منعطفا في التعاطي الإفريقي مع القضية الصحراوية بالنسبة لإفريقيا"، مشيرا في هذا الإطار ، أن "منظمة الوحدة الإفريقية هي التي بادرت بالحل السلمي المبني على حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير سنة 1983 عندما اتفق الأفارقة على أن طبيعة الصراع القانونية هي تصفية استعمار". وصادقت قمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي على وضع آلية إفريقية من شأنها السماح للاتحاد بتقديم "دعم فعال" للمسار الذي تقوده منظمة الأممالمتحدة القائم على لوائح ذات الصلة بمجلس الأمن الدولي لغرض التوصل ، تقرير مصير شعب الصحراء الغربية. و تمت المصادقة على هذه الآلية عقب القرار الذي أعده رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فقي محمد حول قضية الصحراء الغربية في إطار تنفيذ القرار 653 الصادر عن القمة ال 29 لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي المنعقدة في يوليو 2017 ، و الذي ذكر فيه بأن الصحراء الغربية و المغرب مدعوان ، استئناف المفاوضات تحت رعاية الأمين العام الأممي. و يتعلق الأمر بمفاوضات "دون شروط مسبقة و بحسن نية قصد التوصل ، حل سياسي عادل و دائم و مقبول من قبل الطرفين بشكل يسمح بتقرير مصير الصحراء الغربية في سياق ترتيبات تتوافق و الأهداف و المبادئ الواردة في ميثاق الأممالمتحدة". ووصف الرئيس الصحراوي ، الأمين العام لجبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، تقرير رئيس المفوضية الإفريقية "بالموضوعي والمتزن ويعكس واقع القضية الصحراوية". كما شدد الرئيس غالي على ضرورة عمل الاتحاد الإفريقي "جنبا ، جنب مع مجلس الأمن للأمم المتحدة من أجل إحراز تقدم في القضية في إطار الشروع في مفاوضات مباشرة بين جبهة البوليساريو والاحتلال المغربي". وقد عبرت الحكومة الصحراوية من جانبها عن ارتياحها لتقرير رئيس مفوضية الإتحاد الإفريقي وأكدت أنه يساهم في إيجاد حل للقضية الصحراوية بالاشتراك مع الأممالمتحدة. وتعد الصحراء الغربية آخر مستعمرة في إفريقيا التي يحتلها المغرب منذ 1975 بعد مغادرة القوات الاسبانية لها ولازالت حتى اليوم مدرجة ضمن قائمة الأممالمتحدة للأراضي غير المستقلة وفقا لقواعد القانون الدولي في هذه المسألة. يشار ، ان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية وقعت على هامش قمة نواكشوط على انضمامها لثلاث اتفاقات تعاون مع الاتحاد الإفريقي . ويتعلق الأمر بالاتفاق الإفريقي للحفاظ على الطبيعة و الموارد الطبيعية و اتفاق النظام المتعلق بإفريقيا الوسطى لتطوير الموارد المعدنية بالإضافة ، الاتفاق المتعلق بالميثاق الإفريقي حول مبادئ و أسس اللامركزية و التسيير و التنمية المحلية.