باشرت بعثة الأممالمتحدة المعنية بمراقبة وقف إطلاق النار في مدينة الحديدة غربي اليمن, يوم الإثنين, مهامها, تنفيدا لاتفاق ستوكهولم المتوصل اليه بين طرفي الصراع : الحكومة اليمنية و حركة أنصار الله المسلحة (الحوثيين), و ذلك بعد أسبوع من دخول الهدنة في المدينة حيز التنفيذ, وسط خروقات متقطعة, و عزم أممي على وضع حد للنزاع في اليمن. وأكدت مصادر ميدانية في الحديدة أن فريق الاممالمتحدة بقيادة الجنرال الهولندي, باتريك كاميرت, الذي وصل الى المحافظة مساء أمس قادما من العاصمة صنعاء, فى اطار جهود الاممالمتحدة لوقف الحرب الدائرة في اليمن منذ 2014, دشن رسمياً الرقابة على وقف إطلاق النار في المدينة الاستراتيجية التي كانت طيلة الاشهر الماضية, مسرحا لمعارك شرسة في محاولة من طرفي الصراع لفرض السيطرة على المنطقة. وذكر مساعد مدير ميناء الحديدة, يحيى شرف الدين, أن الجنرال باتريك كاميرت بدأ مهمته بزيارة ميناء الحديدة الاستراتيجي وتفقد "أثار الدمار" الذي لحق بالمكان جراء "اعتداء الحوثيين", وأطلق من هناك نداء الى طرفي الصراع لاحترام الهدنة المتوصل اليها في السويد. من جهتها, قالت قناة "المسيرة" الناطقة باسم الحوثيين إن ما وصفها ب "قوى العدوان (القوات الحكومية) تقصف مدينة الشباب في شارع ال90 بالأسلحة المتوسطة, كما أن مدرعاتها تقصف بشكل مكثف على منطقة كيلو 7". والجمعة, أصدر مجلس الأمن الدولي قرارا 2451 بشأن اليمن بالاجماع, تضمن ضرورة التوصل إلى حل سياسي في اليمن و تسهيل تنفيذ اتفاق استوكهولم بين الحكومة اليمنية و حركة "أنصار الله" حول محافظة الحديدة وموانئها والآلية التنفيذية بشأن تبادل الأسرى والتفاهم حول تعز. وأذن مجلس الأمن للأمين العام للأمم المتحدة بإنشاء ونشر, لفترة أولية لمدة ثلاثين يوما منذ اعتماد القرار, فريق طلائع للبدء في مراقبة ودعم وتيسير التطبيق الفوري لاتفاق ستوكهولم, بما في ذلك الطلب من الأممالمتحدة برئاسة لجنة تنسيق إعادة الانتشار وتقديم إحاطة بهذا الشأن لمجلس الأمن في غضون أسبوع. ودعا القرار, الذي قدمت بريطانيا مشروعه, الأطراف إلى تطبيق اتفاق ستوكهولم وفق الجداول الزمنية المحددة, مشددا على ضرورة أن تحترم كل الأطراف اتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة وإعادة نشر القوات المقررة في المدينة وموانئها إلى مواقع متفق عليها خارج المدينة والموانئ في غضون 21 يوما من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. وبدأت حرب اليمن في 2014, ثم تصاعدت حدّتها بعد سيطرة المسلحين الحوثيين على مناطق واسعة بينها صنعاء ما أدى الى تدخل عسكري لقوات التحالف العربي بقيادة السعودية في مارس 2015 دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا. وقتل نحو عشرة آلاف شخص في النزاع اليمني الذي تسبب في أزمة انسانية كارثية على كافة مناحي الحياة بما في ذلك القطاع الصحي, اذ تقول الاممالمتحدة أن قرابة 14 مليون يمني يعانون من نقص فادح في الغذاء و هم مهددون بمجاعة حقيقية, فضلا عن وفاة آلاف الاشخاص بوباء الكوليرا.