ألحت وزيرة البيئة والطاقات المتجددة، فاطمة الزهراء زرواطي، يوم الأحد بسيدي بلعباس على ضرورة جعل الاستثمارات الكبيرة في المجال البيئي مصدرا لخلق الثروة وتوفير مناصب شغل جديدة. وأكدت الوزيرة خلال زيارة عمل للولاية على "ضرورة تثمين الاستثمارات الكبيرة في الجانب البيئي وجعلها مصدرا حقيقيا لخلق الثروة و مناصب شغل جديدة لفائدة الشباب". وأضافت الوزيرة أنه "يجب إدماج الشباب في تسيير النفايات و فتح المجال أمامهم من أجل الإسهام في عملية خلق نشاطات جديدة تدعم الاقتصاد الوطني"، مشيرة إلى "ضرورة إعطاء صيغة حقيقية لمراكز الردم التقني و الفرز للمرور من جمع النفايات وردمها إلى استخلاص المادة الأولية منها وإعادة تدويرها". ولدى معاينتها لمركز فرز و وحدة التسميد العضوي المتواجد على مستوى مركز الردم التقني بعاصمة الولاية في إطار اتفاقية شراكة بين الجزائر و بلجيكا للدعم و التسيير المدمج, دعت الوزيرة زرواطي "إلى تطوير نشاط هذا المركز من خلال انتقاء المواد البلاستيكية التي تعتبر مادة مضرة لصحة الإنسان و البيئة". وأوضحت الوزيرة أن عملية فرز النفايات و انتقاء المواد البلاستيكية من شأنه أن يساهم في التقليص من حجم النفايات داخل الحفرة و التمديد في فترة استغلالها لعدة سنوات. وسيسمح مركز الفرز الانتقائي بانتقاء مواد الكرتون و البلاستيك و الحديد و الزجاج التي تستغل في الاقتصاد التدويري على أن يتم ردم الكمية القليلة من النفايات الرطبة داخل الحفرة الكبيرة بمركز الردم التقني وهو ما سيساعد على تمديد مدة استغلالها لسنوات أخرى، وفقا لمدير البيئة محمد بوقرينة. وتحصي مديرية البيئة فرز 95 طنا من مادة البلاستيك سنويا عبر ولاية سيدي بلعباس, وفقا لنفس المصدر. وقد تم تجميع على مستوى نفس مركز الردم التقني ردم 1 مليون طن من النفايات المنزلية خلال 10 سنوات مضت. وأشرفت السيدة زرواطي على معاينة مركز الرم التقني للنفايات المنزلية ببلدية بن عشيبة الشيلية الذي يتربع على مساحة 5 هكتارات حيث شددت على إدماج المؤسسات الصغيرة في تسيير النفايات المنزلية و توفير مناصب شغل جديدة". وخلال زيارتها للمؤسسة الوطنية للصناعات الالكترونية للوقوف على صناعة الألواح الشمسية الخاصة بالطاقات المتجددة بمدينة سيدي بلعباس قالت الوزيرة أن "هذا المصنع سيسمح بترقية استعمال الطاقات المتجددة". ويسجل هذا المصنع إنتاج 20 ألف لوحة شمسية في السنة يتم تصنيعها و تركيبها بمقاييس دولية وفقا للشروحات المقدمة من طرف مدير وحدة صناعة الألواح الشمسية، بوراسي محمد، الذي اشار الى أن مصنع الألواح الشمسية المتربع على مساحة 5 آلاف متر مربع يشغل حاليا 50 عاملا، زارت وزيرة البيئة و الطاقات المتجددة متوسطة ابن زيدون بمدينة سيدي بلعباس حيث تعرفت على مختلف النشاطات التي يقوم بها التلاميذ المنتمين للنادي البيئي منها صناعة سلات المهملات بقارورات البلاستيك الكبيرة المسترجعة و غرس الأشجار و غيرها. وفي هذا الإطار دعت السيدة زرواطي المشرفين على هذا النادي البيئي إلى "ضرورة العمل على تغيير السلوكيات لدى التلاميذ بشكل ايجابي من خلال توعيتهم بأهمية الحفاظ على البيئة". وشكل معرض حاملي مشاريع الاستثمار في المجال البيئي المنظم على مستوى المكتبة الرئيسية للمطالعة "محمد قباطي" بوسط المدينة آخر محطة خلال هذه الزيارة حيث اطلعت وزيرة البيئة على مختلف نشاطاتهم التي تمحورت حول انتقاء المواد البلاستيكية و إعادة تصنيعها و فرز النفايات المنزلية و غيرها.