تعزز القطاع الصناعي بميلاد المصنف الجزائري الاول لمهن قطاع الصناعة بهدف الرفع من مستوى واداء الموارد البشرية للمؤسسات الاقتصادية للمساهمة في النهوض بالاقتصاد الوطني. و اعلن الرئيس المدير العام للمجمع الجزائري للجامعة الصناعية، المنضوية تحت لواء وزارة الصناعة و المناجم ، غريب سيفي اليوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة عن ميلاد هذا المصنف بحضور الامناء العامون لوزراتي الصناعة و المناجم، ووزارة التعليم العالي و البحث العلمي الى جانب ممثلي مختلف المجمعات الصناعية العمومية و الجامعة الصناعية . و يشمل هذا المصنف الذي سلم لمختلف مسيري المجمعات الصناعية العمومية المشاركة، النشاط الصناعي و خريطة المهن الصناعية الرئيسية و الحساسة الى جانب برامج التكوين و دليل التشغيل. و فيما يخص النشاط الصناعي ، افاد ذات المسؤول انه تم فيه الحرص على نقل صورة طبق الاصل لميكانيزمات الانتاج على مستوى الوحدات النموذجية التي تم اختيارها في بداية انجاز المصنف الجزائري الاول للمهن الصناعية. اما بالنسبة لخريطة المهن الصناعية الرئيسية و الحساسة، اوضح السيد سيفي انها مهن تتطلب تقنيات كبيرة يمكن ان يشكل غيابها على مستوى المصانع خطرا على سيرورة وتيرة الانتاج فيما تم اعداد برامج التكوين ''بدقة عالية '' و هي مرتبطة مباشرة بالمجال الصناعي. و فيما يتعلق بدليل التشغيل فانه يحتوي على التقنيات التي يجب اتباعها لتشغيل الالة الصناعية بطريقة عقلانية تسمح بالحفاظ على مردوديتها اطول فترة ممكنة. و في هذ الاطار، اشار الى انه بالإضافة الى النسخة الورقية للمصنف فقد عمدت الجامعة الصناعية الى رقمنته من خلال استعمال التكنولوجيات الحديثة. من جهة اخرى، تم ادراج لاول مرة على مستوى الصناعة الجزائرية اول درس رقمي او ما يعرف بالتعليم عن بعد عبر الانترنت في اطار الشراكة بين الجامعة الصناعية و المعهد الوطني للعمل و المؤسسة الناشئة بي فورم و ذلك تحت اشراف الخبير في مجال صناعة الاسمنت ، السيد حمود الهاشمي. و دائما في اطار مواكبة التكنولوجيات الحديثة ، قامت الجامعة الصناعية بوضع النموذج الاولي للمكتبة الرقمية للمهن الصناعية تحت تصرف المؤسسات الصناعية و ذلك بالتعاون مع مديرية الاعلام الالي لمركب الحجار. واوضح السيد سيفي بهذا الخصوص ان هذا النموذج يهدف للمحافظة على الموروث المعرفي التقني للمؤسسات الصناعية الجزائرية و جعله في متناول مستعمليه عبر الوسائط الحديثة للاتصال. كما اشار الى ان مصنف مهن قطاع الصناعة سيسمح بوضع جسر حقيقي بين العالم الصناعي و الجامعة الجزائرية و مراكز البحث و التطوير حيث يتضمن مختلف البرامج التقنية التي تم اعدادها مؤكدا على العمل على تجسيدها و تطويرها حسب متطلبات السوق الصناعية. جمع عينيات بعض المواد المستوردة لانتاجها محليا من جهة اخرى ، كشف السيد سيفي عن شروع الجامعة الصناعية في جمع عينيات عن بعض المواد المستوردة المستعملة في المجال الصناعي ، يمكن حسب تقديره و بالتعاون مع مراكز البحث العلمي ان " تنتج محليا و باقل تكلفة ممكنة''. و اوضح ان انتاج هذه العينات سيكون عبر طريقة الاستنساخ مشيرا الى ان البحث و التطوير العملياتي يعتبر الركيزة الثانية لمخطط عمل الجامعة الصناعية. اما فيما يخص الخبرة و التدقيق التي تعد ايضا من ركائز هيئة وزارة الصناعة و المناجم ، قال السيد سيفي انه سيتم جمع الخبرات الجزائرية سواء كانت داخل او خارج الوطن في مختلف المجالات الصناعية بغية تمكينها من ''المساهمة في بعث الجهد الصناعي من جديد''. و تابع بالقول '' لما لا تصديرها الى الخارج خاصة الدول الافريقية و العربية''. و لم تغفل الجامعة الصناعية فئة الصم البكم ، حيث اعدت برنامج تكوين موجه لهؤلاء في مجال صناعة النسيج قصد المساهمة في ادماج هجه الفئة في الحياة المهنية. من جانبه، قال الامين العام لوزارة الصناعة و المناجم ، محمد بوشامة ان المصنف الخاص بمهن قطاع الصناعة يعد مبادرة تندرج في اطار المجهودات التي تبذل في ميدان تكوين و تأهيل الموارد البشرية و تأطير الكفاءات الجزائرية التي تساهم " لا محالة" في تحقيق قفزة نوعية للاقتصاد الوطني. و اضاف ذات المسؤول ان الجامعة الصناعية المنشأة حديثا من طرف وزارة الصناعة في اطار شراكة فعيلة مع المجمعات الصناعية العمومية و الخاصة ، تعتبر لبنة اخرى تعزز و تدعم استراتيجية القطاع في مجال التكوين و الخبرة . كما اكد انه ينتظر من هذه الهيئة الكثير من الجهد للرفع من مستوى القدرات و الكفاءات لاطارات و عمال القطاع خاصة ما تعلق منها بالجانب التقني و التسييري، لتسمح للمؤسسات الجزائرية " خوض معركة المنافسة التي تخوضها بشكل قوي على المستويين الوطني و الدولي ''. و في ذات السياق، اشار السيد بوشامة الى ان استراتيجية القطاع في مجال التكوين و البحث تسعى الى وضع'' جسور حقيقية " بين العالم الصناعي و ميدان التكوين و البحث مؤكدة على مواصلة و تكثيف الجهود من خلال مبادرات و مشاريع ذات صلة مباشرة مع احتياجات المؤسسة الجزائرية. و اعتبر ميلاد المصنف الجزائري الاول لمهن قطاع الصناعة الذي يعد مرجعا للمؤسسات الصناعية لوضع برامج تكوينية تستجيب لاحتياجاتها و تطلعاتها بمثابة الاعلان عن الانطلاق الفعلي لنشاط مجمع ' الجيريا كوربورايت اونيفرسيتي'' او ما يمسى بالجامعة الصناعية. اما الامين العام لوزارة التعليم العالي و البحث العلمي، محمد الطاهر عبادلية، اكد ان الوقت قد حان لوضع استراتيجية وطنية تعمل على معالجة المشاكل التي يواجهها المجتمع و المجال الاقتصادي . كما اكد على ضرورة ان يلعب البحث العلمي دوره في التنمية الاقتصادية و تشجيع الابتكار في المجال الصناعي الى جانب العمل على المحافظة على الموارد الطبيعية و تطوير الطاقات البشرية. و تجدر الاشارة الى ان هذه المناسبة عرفت التوقيع على اربع اتفاقيات بين قطاعي البحث العلمي و الصناعة قصد مرافقة المجمعات الصناعية و المؤسسات الاقتصادية في تحسين ادائها و تسييرها و تطوير نشاطها الصناعي من خلال تعزيز قدراتها الانتاجية و تشجيع المتوج المحلي في اطار التقليص من فاتورة الاستيراد و تنويع الاقتصاد الوطني.