أصر الجذاف الدولي الجزائري, سيد علي بودينة, يوم الاثنين, على "ضرورة تأجيل" موعد الألعاب الأولمبية طوكيو-2020 بسبب "استحالة التحضير الجيد" في ظل الأزمة الصحية التي تعيشها الجزائر والعالم كافة, إثر تفشي جائحة كورونا فيروس. ويخضع بودينة حاليا لفترة الحجر الصحي الذاتي لمدة 14 يوما بمنزله العائلي بالجزائر العاصمة, عقب عودته مؤخرا من فرنسا أين أجرى تربصا تحضيريا لمدة شهرين كاملين, تحسبا لمشاركته في أولمبياد طوكيو. و في اتصال مع "وأج", صرح بودينة قائلا : "دخلت في اليوم السابع من الحجر الصحي, فأنا منغلق على نفسي في غرفة دون الخروج أو الاتصال بالعالم الخارجي وحتى مع أقاربي.. صراحة هذا أمر مرهق من الناحية المعنوية, لكنه ضروري حتى أتأكد من عدم إصابتي بفيروس كورونا. بالمقابل أنا أتدرب على آلة التجذيف (داخل الغرفة) حتى أحافظ على لياقتي". وأضاف: "أتمنى أن يتم تأجيل هذه النسخة من الألعاب الأولمبية بتدخل من المنظمة العالمية للصحة والدول الكبرى". وفي تعليقه على تصريحات رئيس اللجنة الأولمبية الدولية, توماس باخ, الذي دافع على الضغط الممارس للاستمرار في الخطط الموضوعة لإقامة دورة الألعاب الأولمبية بطوكيو في تاريخها الأساسي (24 يوليو-9 أغسطس), رغم تفشي انتشار فيروس كورونا, قال بودينة : "أنا مستاء من تصريحه حول استبعاد إمكانية تأجيل موعد الأولمبياد, حيث اتصلت كذلك برياضيين أجانب متأهلين إلى الألعاب الأولمبية ومرشحين للصعود فوق منصة التتويج الأولمبي سواء في رياضة التجذيف أو تخصصات أخرى وهم لا يتفهمون هذا القرار". وأفاد المتوج بذهبية الألعاب الإفريقية-2019 بالرباط في اختصاص "السكيف الخفيف" أن الطريقة التي يحضر بها الرياضيون حاليا ستنعكس حتما بالسلب على المردود والنتائج أثناء إجراء الألعاب. "كيف سننتظر الفرجة والإنجازات الرياضية خلال الأولمبياد برياضيين يتدربون حاليا في منازلهم بسبب الحجر الصحي؟ ففي بعض الرياضات تستطيع أن تتدرب نوعا ما في منزلك مثل التجذيف (باستعمال آلة التجذيف), لكن تخصصات كالسباحة وألعاب القوى غير ممكن أن تقوم بمثل هذا", أوضح بودينة. كما تطرق البطل الجزائري إلى إشكالية عدم اكتمال نصاب المتأهلين إلى الموعد الأولمبي, "ففي التجذيف مثلا, قارتا آسيا وأمريكا لم تنتهيا من التصفيات التأهيلية و في أوروبا لم تنظم بعد الدورة الاستدراكية", متسائلا عن توقيت استكمال التصفيات أو احتمال اللجوء إلى نظام الحصص. وفي الأخير, تأسف سيد علي بودينة (29 سنة) على تمسك المسؤولين بقرار عدم تأجيل موعد طوكيو, قائلا : "هذا أمر محزن وغير منطقي, حيث نرى أن المال يغلب على صحة الرياضيين والمشجعين ومصلحة الحركة الأولمبية والقيم الرياضية, بالرغم من عدد الوفيات المرتفع حاليا عبر العالم. فهذه الأزمة قد تطول إلى غاية عشية انطلاق الأولمبياد". "هدفهم الرئيسي هو الحفاظ على المصالح الإقتصادية, فاليابان تخشى من الخسائر المادية بالنظر إلى المنشآت الكبيرة التي شيدتها تحسبا لهذا الحدث الكبير", مشددا على أن الأولوية حاليا للصحة العمومية وليس للتظاهرات الرياضية. للتذكير, تألق الجذافان الجزائريان سيد علي بودينة و كمال آيت داود خلال بطولة العالم داخل القاعة التي جرت مطلع فبراير الفارط في باريس, بحصولهما تواليا على المرتبتين السادسة والعاشرة, بمشاركة 44 متنافسا يمثلون 11 بلدا. و اقتطع هذا الثنائي في أكتوبر الماضي تأشيرة التأهل الأولمبية عقب فوزهما بسباق 2000 متر سكيف (رجال) خفيف الوزن في إطار الدورة التأهيلية بالمجرى الدولي للبحيرة بتونس. جدير بالذكر أن سيد علي بودينة شارك في الألعاب الأولمبية-2016 بريو دي جانيرو, ضمن مسابقة الفردي, حيث بلغ الدور ربع النهائي (سكيف).