الجزائر – تمر يوم الجمعة 5 يونيو الذكرى السنوية ال53 للنكسة، أو حرب عام 1967، التي انتهت بهزيمة الاحتلال الإسرائيلي للجيوش العربية، واحتلالها مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية والمصرية والسورية و الكيان الاسرائيلي يواصل احتلاله للمزيد من الأراضي في الضفة وغزة. وانتهت حرب 1967 عسكريا، لكن تبعاتها السياسية والجغرافية لم تنته بعد، حيث تواصل إسرائيل احتلال الضفة الغربية، ومحاصرة قطاع غزة، إلى جانب ضم القدس والجولان في مخططاتها الاحتلالية وهذا بالرغم من صدور قرارات دولية عن مجلس الأمن، تطالبها بالانسحاب منها. وتأتي هذه الذكرى، مترافقة مع توجه إسرائيل نحو ضم مساحات واسعة من أراضي الضفة الغربية، الشهر القادم، حسب مخططها المدعم من طرف الولاياتالمتحدة، في اطار ما يسمى ب"صفقة القرن". وتتزايد الأطماع الإسرائيلية في الوقت الراهن بابتلاع المزيد من الأراضي الفلسطينية، حيث تعتزم إسرائيل ضم نحو 30 % من أراضي الضفة الغربية. وبحسب تقارير فلسطينية، فإن إسرائيل تستولي على 85 % من أراضي فلسطين التاريخية والبالغة حوالي 27 ألف كيلومتر مربع، وتواصل نهب مقوماتها، فيما لم يتبق للفلسطينيين سوى حوالي 15 % فقط، وتخضع للاحتلال الإسرائيلي. وفي نوفمبر لعام 1967، أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، القرار 242، والذي يدعو إسرائيل للانسحاب من الأراضي التي احتلتها في يونيو من ذات العام. لكن إسرائيل لم تطبق هذا القرار، في "انتهاك واضح وصريح للشرعية الدولية". ولاحقا، انسحبت إسرائيل، عام 1982، من شبه جزيرة سيناء المصرية، تطبيقا لمعاهدة السلام التي أبرمت بين مصر وإسرائيل عام 1979. أما مرتفعات الجولان السورية، التي تعتبر أرضا سورية محتلة، بحسب قرارات الشرعية الدولية، فترفض إسرائيل الانسحاب منها وتعتبرها "جزءا من أراضيها"، حيث قررت في 14 ديسمبر 1981 ضمها، بموجب قانون أصدره برلمان سلطة الاحتلال. غير ان المجتمع الدولي لم يعترف بالقرار، كما رفضه مجلس الأمن الدولي، في قرار يحمل رقم 497 صدر في 17 ديسمبر 1981. وكانت قد اندلعت الشرارة الأولى لحرب 67 بعد إقدام سلاح الجو الإسرائيلي على شن هجوم مباغت على قواعد سلاح الجو المصري في سيناء، في ال 5 من يونيو 1967. واستغرقت هذه الحرب، التي انهزمت فبها الجيوش العربية، 6 ايام. ودمّرت إسرائيل خلال الحرب، وفق دراسات تاريخية، ما يقدّر بنحو 70 إلى 80 % من العتاد العسكري في الدول العربية، فيما لحق الضرر بنحو 2 إلى 5 % من عتادها العسكري. وخلال الأيام الستة، احتلت إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة، وشبه جزيرة سيناء المصرية و مرتفعات الجولان السورية. وترتب على "النكسة"، وفق إحصائيات فلسطينية، تهجير نحو 300 ألف فلسطيني من الضفة الغربيةالمحتلة وقطاع غزة معظمهم نزح إلى الأردن. وعلى صعيد آخر، فتحت هذه الحرب، باب الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربيةالمحتلة، وبخاصة في مدينة القدس، وقطاع غزة (انسحبت من داخله عام 2005).