كرمت اللجنة الأولمبية والرياضية الجزائرية، اليوم السبت بمقرها بالجزائر العاصمة، قدامى الصحفيين الرياضيين الجزائريين الذين كرسوا حياتهم لخدمة الإعلام الرياضي، وذلك تزامنا مع الذكرى ال57 لتأسيس الهيئة الرياضية وكذا اليوم الوطني للصحافة. وتم تكريم أعمدة الصحفيين الرياضيين سيما الراحلين منهم ، وهم : عبد القادر حماني، أحمد عاشور، عبدو سغواني، إضافة إلى من هم على قيد الحياة ويتعلق الامر بمحمد شريف بوعوينة (وكالة الانباء الجزائرية) و جمال صايفي (لوسوار دالجيري). وعرفت المناسبة تدخلات عدد من الاعلاميين المخضرمين، منهم من هو في تقاعد ومنهم ما يزال يشتغل، فضلا عن مداخلات قدامى الرياضيين الجزائريين سيما ابطال اولمبيين ومسؤولي الرياضة أيضا. وتحدث الجميع بإسهاب عن التضحيات التي قدمها الصحفيون خلال عملهم مع الرياضيين، سيما الذين شرفوا الراية الوطنية على الصعيد العالمي وعن اللحظات التي عاشوها معا، وعن العلاقة بين الإعلامي والرياضي. وتحدث الصحفي السابق بالتلفزيون الجزائري، بشيري محرز، الذي حضر ست ألعاب اولمبية، عن التغطيات الاعلامية التي قام بها رفقة رياضيين جزائريين حققوا ميداليات اولمبية، قائلا "عشنا معهم لحظات قوية، بل كنا مثل العائلة الواحدة خاصة خارج الوطن، هناك أوقات لا يمكن التحكم خلالها في الشعور، خاصة إذا تعلق الامر بتشريف الراية الوطنية". في حين اعتبر، صحفي القناة الإذاعية الأولى، عبد الغني العايب، أنه "من دون وسائل اعلام، المنافسات تكون دون نكهة ولا طعم، والعلاقة بينهما غير قابلة للانفصال". أما سعيد بوعزيز (القناة الثانية الإذاعية)، فقد تحدث عن علاقة الاعلام بالرياضيين بقوله "هناك علاقة ترابطية بين الصحفي والرياضي، ولا يمكن أن يوجد الواحد دون الآخر". من جهته، تطرق الصحفي المخضرم في وكالة الانباء الجزائرية، يحي باهي، عن تجربته خلال تغطياته الرياضية خلال مشواره الإعلامي، ولعل أبرزها كانت "أولمبياد 2012 بلندن والتي عرفت تتويج توفيق مخلوفي بذهبية 1500 متر، حيث اشتغلنا الى ساعة متأخرة من الليل، لكن الاصعب من ذلك أن الموعد تزامن مع شهر رمضان، إلا أن الشعور القوي والكبير بنيل الجزائر لميدالية أولمبية يشجعان على التفاني في العمل". كما لم ينس المتدخلون أيضا الصحفيين الرياضيين الذين غادروا هذا العالم، من الذين كرسوا مشوارهم المهني خدمة للإعلام الرياضي، على غرار المرحومين: عبدو سغواني وأحمد عاشور و عبد القادر حماني. من جانبهم، ذكر الرياضيون الجزائريون، سيما الحائزين على ميداليات أولمبية على علاقاتهم بالإعلاميين، منوهين بالتضحيات الميدانية التي كانوا يقدموها لإيصال المعلومة أينما كانوا، رغم الصعاب والمعوقات. وصرح سعيدي سياف، صاحب فضية 5 آلاف متر في أولمبياد2000 بسيدني، أن "هناك صحفيين عاشوا معنا ولم يضيعوا اي منافسة، ولقد عايشنا الصعوبات التي واجهتهم، ونحييهم على نقلهم للمعلومة رغم العقبات التي وقفت في طريقهم". كما نوه صاحب برونزية الملاكمة في اولمبياد سيدني، محمد علالو، بالتضحيات التي قدمها الصحفيون الرياضيون، مفيدا أن "الصحفي هو من يرفع شأن الرياضي لدى الرأي العام ويتطرق الى ما يعانيه. نشكر رجال مهنة المتاعب الذين حفزونا ورافقونا سيما خلال الاولمبياد، حيث كنا مثل العائلة الواحدة". أما رئيس اللجنة الأولمبية عبد الرحمن حماد، فيرى أنه "من الواجب أن نقف إجلالا لهؤلاء الإعلاميين الذين خدموا الرياضة الجزائرية، حيث فكرنا في تكريمهم، بمناسبة يومهم الوطني وتزامنا مع ذكرى تأسيس اللجنة، عرفنا لما قدموه من تضحيات في الميدان دفاعا عن الرياضي الجزائري والرياضة عموما". وعرف التكريم حضور أوجه شرفت الرياضة الجزائرية في المحافل الدولية، على غرار محمد لزهاري-يمني، أول رياضي يمثل الجزائر المستقلة خلال أولمبياد طوكيو 1964، رفقة مصطفى العرفاوي، أحد مؤسسي اللجنة الأولمبية الجزائرية والرئيس الأسبق لهذه الهيئة وللإتحادية العالمية للسباحة. كما شهدت المناسبة ايضا تواجد، أسماء إعلامية وطنية ، على غرار معمر جبور (القناة الإذاعية الثالثة)، والذي أثرى الحاضرين بخبرته، في مجال الصحافة الرياضية، رفقة مرزاق تيغرين (يومية ليبرتي)، والزميلة الصحفية في التلفزيون الجزائري، وهيبة بلحوى، الذين تطرقوا إلى تجاربهم الميدانية الطويلة وعلاقاتهم بالرياضيين.