تتوقف جريدة "أخبار اليوم" المعارضة في المغرب عن الصدور بدء من يوم غد الثلاثاء, بسبب الضائقة المالية التي تمر بها منذ اعتقال مدير نشرها توفيق بوعشرين, عام 2018, حسبما أعلنت عنه إدارة شركة "ميديا 21". وينقطع صدور جريدة "أخبار اليوم" المغربية المعارضة, بعد ثلاث سنوات من الأزمة المالية التي تتخبط فيها, بعد مسلسل الاعتقالات الذي بدأ بحبس مدير نشرها الصحافي توفيق بوعشرين, ورئيس تحريرها الصحافي, سليمان الريسوني, والصحافية العاملة فيها, هاجر الريسوني, والعاملة في إدارتها, عفاف برناني, ليستمر التضييق الممارس على الجريدة, التي ظلت تصدر طيلة 14 سنة, عن طريق منع وصول الإشهار إلى صفحاتها, وعدم أداء مؤسسات حكومية ما بذمتها من مستحقات مالية لإدارة الجريدة, وذلك حسبما أتى في بيان لشركة "ميديا 21". وقالت الشركة في بيانها إن "استكمال حلقة إعدام هذه الجريدة", كان بقرار الحكومة ووزير الاتصال, مبرزة أن ذلك حدث من خلال "حرمان أخبار اليوم من حقها المشروع في الدعم الحكومي, إسوة بكافة المؤسسات الإعلامية المغربية الأخرى, وذلك لمواجهة آثار وباء كورونا وما استتبعه من قرار الحكومة بوقف طبع وتوزيع الجرائد". كما أكدت الشركة أنها ستولي الأولوية القصوى لصرف تعويضات العاملين في المؤسسة قبل غيرها من الديون أثناء تصفية شركة "ميديا 21", متوقفة عند "معاناة أسرة الجريدة من صحافيين وتقنيين وإداريين, وتكبدهم معاناة كبيرة جرّاء التضييق الذي عانوه طيلة الثلاث سنوات الأخيرة". اقرأ أيضا : المغرب: السلطة تستغل الوباء لاتخاذ قرارات غير ديمقراطية (حزب) وفي سياق ذي صلة, كان سكرتير تحرير "أخبار اليوم", منير أبو المعالي, قد كشف في تصريح صحفي, أن التوجه نحو إغلاق الجريدة "كان متوقعاً" وذلك "بسبب تسلسل الأحداث منذ شهر مارس2019, بعد أن أنهكت الجائحة موارد الصحيفة التي كانت ضعيفة في الأساس". وأضاف أن "تعليق الدعم المخصص من قبل الحكومة لصرف أجور صحافييها والعاملين بها من لدن السلطات الحكومية أدى إلى إضعافها بشكل قاتل", مبرزا أن "مالكي الجريدة طرحوا الصحيفة للبيع, إلا أنهم لم يعثروا على مشترين, في وقت لم تدفع فيه للصحافيين أجورهم منذ شهر نوفمبر الفائت". يشار إلى أن مؤسس الجريدة المعارضة "أخبار اليوم", الصحفي المعارض توفيق بوعشرين, اعتقل عام 2018, وقضت محكمة مغربية بسجنه لمدة 15 عاماً, بتهمة "الاتجار بالبشر واستعمال السلطة والنفوذ لغرض الاستغلال الجنسي"، وذلك خلال شهر أكتوبر 2019, فيما اعتبر بوعشرين أنه "دفع ثمن مواقفه المنتقدة للسلطة".