إستحضر المجاهد بلقاسم متيجي اليوم الاربعاء امام طلبة جامعة سعد دحلب بالبليدة، بطولات الطلبة الجزائريين بالولاية التاريخية الرابعة التي كان ينتمي اليها. و قال المجاهد متيجي خلال محاضرة القاها في اطار احتفالية بذكرى عيد الطالب التي نظمتها الاسرة الجامعية و أشرفت عليها السلطات المحلية، ان العديد من الطلبة الجزائريين الذين كان اغلبهم في التكميليات و الثانويات التحقوا بالثورة التحريرية بعد اضرابات سنة 1956 مؤثرين الثورة التحريرية على مقاعد الدراسة و مستقبلهم. وعقب هذه الاضرابات التحق الطلبة أفواجا بالجبل و لبوا النداء حيث تمكنت الثورة من جمع قرابة 400 طالب من الولاية التاريخية الرابعة التي تمتد من حدود تيسمسيلت الى ولاية بومرداس. وفي طريقهم الى الالتحاق بالثورة، حسب ما جاء في محاضرة المجاهد، اكتشفت القوات الفرنسية تحركهم لتحاصرهم في منطقة سباغنية بجبال الاطلس البليدي اين جرت معركة طاحنة في 22 فبراير 1957 استشهد خلالها 27 طالبا من اصل 400 طالب ممن كانوا متجهين للالتحاق بالثورة. واستشهد الى جانب هؤلاء الطلبة، البطل سي زبير محمد طيب سليمان الذي أسندت له مهمة تأمين التحاقهم بالجبل لتفاجئهم قوات الاحتلال بعشرات الجنود مدعومين بطائرات مقاتلة. وسمح التحاق هؤلاء الطلبة بالثورة على غرار رضا مالك و محمد يزيد و صديق بن يحي و يحي فارس و اخرون بتعزيز صفوفها على اعتبار انها (الثورة) كانت بحاجة ماسة الى مثقفين حيث تم تكوين هؤلاء الطلبة في عدة ميادين على غرار الاتصالات السلكية و اللاسلكية و التمريض و التحرير و صناعة المتفجرات و غيرها و برزوا كمقاتلين و ممرضين و دبلوماسين و غيرها. وذكر المجاهد انه التحق بالثورة سنة 1958 و كان عمره لا يتعدى 16 سنة وكان يدرس بإكمالية "احمد بن شنب" بالمدية رفقة ستة طلبة من قسمه استشهد 5 منهم. امتهن التمريض على يد الممرض يحي فارس، طبيب الولاية التاريخية الرابعة، ليوضع في السجن من طرف الجيش الفرنسي سنة بعد التحاقه بالثورة و يبقى أسيرا الى غاية الاستقلال. لم يثن هذا الامر من عزيمة المجاهد متيجي شانه شان العديد من الطلبة المسجونين بمعتقل كموران بقصر البخاري (حاليا ثكنة عسكرية) حيث نظموا العديد من الاضرابات و العديد من عمليات فرار بطولية. واغتنم المجاهد لقاءه بالطلبة لدعوتهم للحفاظ على الوطن من خلال المثابرة في الدراسة قائلا :"ان المستقبل بين ايديكم و الجزائر امانة في رقابهم فحافظوا عليها" مسجلا أن حظوظ الطلبة الجزائريين للالتحاق بمقاعد الجامعة في فترة الاستعمار كانت ضئيلة جدا. للاشارة، تضمنت الاحتفالات المخلدة للذكرى، تكريم جموع الطلبة المتفوقين في السنة الدراسية الماضية 2019/2020 من جامعتي البليدة 1و 2 و تنظيمات طلابية و غيرها الى جانب تنظيم معرض فني من طرف طلبة المدرسة الوطنية العليا للري.