حذر رؤساء و ممثلو الأحزاب السياسية المشاركة في التشريعيات المقبلة، في اليوم ال14 من الحملة الانتخابية، من المرامي المغرضة لدعاة مقاطعة الانتخابات التي أدرجوها في خانة "المؤامرة" التي "يتعين على الجميع التفطن لها". وفي هذا الإطار، نبه رئيس حركة الإصلاح الوطني، فيلالي غويني، في تجمع شعبي نشطه بشلغوم العيد (ولاية ميلة) من الأطراف التي تدعو إلى مقاطعة التشريعيات المقبلة، و الذين قال بشأنهم أنهم "يرفضون مشروع الجزائر الجديدة ويحاربونه"، من خلال "افتعال مختلف الأزمات والأحداث". فبرأي غويني، "بلغت الجزائر طورا جديدا، أصبح فيه القانون فوق الجميع"، وهو ما يعد، عنصرا يشجع على الانخراط في هذا المسعى الذي "سيسمح بالخروج بمجلس شعبي وطني جديد يمارس مهامه التشريعية والرقابية ويتابع كافة القطاعات الوزارية لتصحيح الاختلالات السابقة". وفي ذات المنحى، حث غويني، انطلاقا من برج بوعريريج،على "اعتماد خطاب سياسي جامع و تقوية اللحمة الوطنية و التصدي للمؤامرات التي تستهدف مؤسسات الدولة الجزائرية و إرجاع الثقة للشعب في العملية الانتخابية"، مع "عدم الانسياق وراء دعاة المقاطعة"، متحدثا عن "وجود أطراف تريد إفشال مسار الجزائر الجديدة". وعلى شاكلة غويني، سلط رئيس "جبهة النضال الوطني" عبد الله حداد، الضوء من بوسعادة، على خطورة ما يروج له دعاة المرحلة الانتقالية والعزوف عن التصويت، الذين وصفهما ب"المؤامرتين، اللتين وجب على الشعب التفطن لهما"، محذرا من نية هاته الجهات التي "تسعى لإطالة عمر الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية". وللوقوف في وجه هذه المحاولات التي "تستهدف الجزائر"، يؤكد حداد على أن الرد يكون من خلال الاقبال بكثافة على صناديق الاقتراع يوم 12 يونيو،مع تذكيره بأن الفعل الانتخابي يمثل "الترجمة الوحيدة لمضمون المادتين 7 و 8 من الدستور" اللتين طالب بتطبيقهما الحراك الشعبي. رئيس "جبهة المستقبل"، عبد العزيز بلعيد، ذكر هو الآخر لدى نزوله بتيارت، بأن الاستحقاقات المقبلة "موعد مهم لا ينبغي على الشعب تضييعه، لتفويت الفرصة أمام كل الأصوات والنوايا السيئة". وفي ثاني محطة له لنهار اليوم، حط بلعيد رحاله بمعسكر، أين شدد على ضرورة "استغلال التشريعيات المقبلة لبناء مؤسسات قوية و ديمقراطية تسمح بالدفع بالجزائر إلى الأمام و تجاوز الأزمات". إقرأ أيضا: تجديد الدعوة إلى المشاركة المكثفة وبناء اقتصاد قوي ومتنوع في صلب اهتمام المترشحين ومن جانت، ركز رئيس "جبهة الجزائر الجديدة" جمال بن عبد السلام، على أهمية المشاركة الواسعة في هذا الحدث السياسي المرتقب، "لإجهاض كافة المؤامرات التي تريد عرقلة المسار الديمقراطي". وتابع موضحا أن المرحلة الراهنة التي تمر بها البلاد "تشهد صراعا محتدما بين مشروع وطني أصيل يريد الحفاظ على اللحمة الوطنية ومكتسبات الشهداء ومشروع آخر تقوده جهات عدوة تستهدف مؤسسات الدولة بغية إضعافها وإحداث التفرقة بين فئات المجتمع الجزائري". أما الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي الطيب زيتوني، فقد لفت، من ولاية البويرة، إلى ضرورة أن يتحلى الجميع بالوعي تجاه المخاطر والتهديدات التي تترصد بالبلاد و حدودها، و التي "يتعين أخذها على محمل الجد". وبعد تأكيده على أن التشريعيات المقبلة "ستعزز وحدة الشعب و مؤسسات الدولة الجزائرية"، ندد زيتوني بالدعاة إلى مقاطعة الانتخابات و تبني مرحلة انتقالية، محذرا من المرامي المغرضة لهؤلاء. ومن ذات الولاية، البويرة، دعا رئيس "الجبهة الوطنية الجزائرية"، موسى تواتي، إلى "المشاركة بقوة" في الانتخابات التشريعية المقبلة، معتبرا أن المقاطعة "ليست حلا للخروج من الأزمة". ومن جهة أخرى، فضل آخرون توجيه خطاباتهم نحو إبراز ثقل الانتخابات التشريعية المقبلة وأثرها على مستقبل البلاد. ومن بين هؤلاء، رئيسة "تجمع أمل الجزائر"، فاطمة الزهراء زرواطي، التي حلت بباتنة، أين شددت على "ضرورة انتقال المنتخبين من ممارسة سياسة الشكوى إلى تبني رؤية اقتصادية حقيقية". ومن سطيف، استعرض الأمين العام للتحالف الوطني الجمهوري، بلقاسم ساحلي، رؤيته بخصوص المجلس الشعبي الوطني المقبل الذي يرى بأن تشكيلته يتعين أن تكون "همزة وصل" بين المجتمع المدني والسلطات. وخلال نشاط جواري له بوسط مدينة بوسماعيل (تيبازة)، توقف رئيس حزب "التجديد الجزائري"، كمال بن سالم، عند أهمية القيام بالاختيار الصائب لنواب المستقبل، حيث أشار إلى أن حسن اختيار الكفاءات "سيسمح بقطع الطريق أمام من حكموا لعشرات السنين ولم يقدموا شيئا للجزائر"، الأمر الذي "جعل المواطن الجزائري يعيش اليوم أزمة شاملة، نتيجة التسيير الفاشل وتعطيل الإقلاع الاقتصادي المرجو". وعلى صعيد آخر، ارتأى الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أبو الفضل بعجي الذي حل بالمغير، المرافعة لصالح تشكيل لجنة وطنية للخبراء، تعمل على "تشخيص مواطن الإخفاق في القطاعات ذات الصلة المباشرة بيوميات المواطن".