أشرف وزير الشؤون الدينية والأوقاف, السيد يوسف بلمهدي, اليوم الخميس بالجزائر العاصمة, على انطلاق الدورة الثانية لتأهيل محكمي المسابقات القرآنية. وأكد السيد بلمهدي, خلال إشرافه على انطلاق هذه الدورة التي ضمت 80 محكما ومحكمة من مختلف ولايات الوطن, أن "الاهتمام بالتعليم القرآني تجاوز اليوم الحديث عن الحفظ والتلاوة, وتعداه إلى الإجازة والإتقان فيها, علاوة على تأهيل المجيزين وتأهيل الطلبة المتفوقين", مشيرا إلى أن "تنظيم هذه الدورة في قواعد التحكيم والتقييم يمكن أن يتطور مستقبلا إلى إنشاء معهد لتكوين الحكام". و قال أن "الجزائر تفتخر بتعداد منتسبي هياكل التعليم القرآنية المختلفة, والذي تجاوز 1,2 مليون منتسب", مؤكدا أن "تطوير العمل في اتجاه خدمة التعليم القرآني الكريم يتم بمرافقة السلطات العليا في البلاد, يتقدمها رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون". ولفت الوزير, إلى أن "عدد القراء بالجزائر المنتسبين لهيئات الإقراء الولائية, تجاوز 1000 مقرئ, وهو رقم مهم جدا يتوجب الاستثمار فيه والرقي به, وهو ما سيتجسد بإنشاء قريبا هيئة إقراء وطنية, تشابه الهيئة الوطنية للإفتاء, وذلك ضمن مسعى الارتقاء بنشاط التعليم القرآني في الجزائر". وقال أن "العمل متواصل على المستوى المركزي و المحلي للاستفادة والاستثمار في المقرئين الذين يحوزون إجازة في القراءات العشر والسبع". وفي سياق حديثه عن المشاريع المقبلة للوزارة, أبرز السيد بلمهدي أنه من "الممكن مستقبلا استحداث موسوعة للقراء الجزائريين ستسمح بالتعرف عليهم وعلى مسارهم العلمي ومشايخهم, إلى جانب مسعى مرافقة القراء المجازين بضمان انتسابهم للوزارة من خلال المصادقة الإدارية على إجازتهم في حفظ القرآن الكريم". كما كشف عن "وضع نص قانوني خاص بالمقرأة الالكترونية الجزائرية, التي تعرف انتساب طلبة من نحو105 دولة, حيث اصبح لهذا المعهد الافتراضي مكتب خاص, و ليس من المستبعد مستقبلا ان يصبح له مديرية". وبخصوص مسابقة انتقاء المترشحين لأداء صلاة التراويح 1446ه/2025 م بالمهجر, والتي تختتم اليوم بدار الإمام بالمحمدية, قال السيد بلمهدي أنها "عرفت هذه السنة و لأول مرة ترشح 1212 مشاركا وقد اختير منهم للمسابقة النهائية 198 قارئا", لافتا إلى أن الأهم في هذه المسابقة هو اختيار أفضل من يمثل الجزائر و يرسخ للانطباعات الايجابية التي ترد دوما عن البعثات الجزائرية في الخارج". كما تطرق الوزير في معرض حديثه إلى "تنظيم قريبا للدورة التكوينية الثامنة لفائدة القراء المعنيين بالمشاركة في مختلف المسابقات القرآنية, و ذلك لرفع قيمة أدائهم". وفي هذا الشأن, قال أن "عدد القراء الجزائريين الذين شاركوا هذه السنة, في مسابقات دولية لحفظ القرآن الكريم بلغ 8 قراء, وقد تمكن جميعهم من الوصول إلى المراتب الثلاثة الأولى, من بينهم 3 حققوا المرتبة الأولى" وهو ما يعد --كما قال-- "نتيجة مشرفة جدا, و مقاما مميزا سيتيح للجزائر بأن تكون مركزا للإشعاع العلمي القرآني لكثير من الدول". و بخصوص الطبعة ال20 لجائزة الجزائر الدولية للقرآن الكريم, قال الوزير أن "التحضير جار لإقامة هذه الفعالية شهر رجب المقبل", مذكرا "بحرص رئيس الجمهورية, وتقديره لأهل العلم والقرآن الكريم, وهو ما تجسد من خلال قراره برفع قيمة الجائزة المالية المخصصة للفائزين في هذه الجائزة بفروعها الأربعة".