اكتست مختلف مدن ولاية البويرة ألوان يناير، احتفالاً بقدوم العام الأمازيغي الجديد 2972 ، في جو احتفالي مميز ومن خلال برامج ثقافية وفنية متنوعة ، وفق ما لاحظته وأج. وانطلقت الاحتفالات منذ يوم الاثنين بعاصمة الولاية عبر العديد من الأنشطة الثقافية، سيما بدار الثقافة علي زعموم ، التي تحتضن عدة معارض مخصصة للتراث المادي واللامادي الأمازيغي. ويسود هذا الفضاء أجواء من الفرح والبهجة مع تدفق الزوار الشغوفين إلى اكتشاف زخم التقاليد المحلية التي تميز الاحتفال ب "يناير". و في هذا الشأن أكدت مديرة دار الثقافة صالحة شيربي أن "البويرة مدينة نموذجية للتلاحم الاجتماعي حيث تحتفل بيناير في جو من الأخوة والبهجة". ويبدو جليا أن ألوان يناير التي طغت على دار الثقافة عبر الألبسة التقليدية و الحلي القبائلية المزركشة و كذا نكهة الأطباق الشهية المعروضة، قد اتسعت رقعتها لتغزو كل مناطق البويرة التي أضحت جلها تعيش بهجة هذا الاحتفال. ووقفت وأج، بالمناسبة، على توافد العائلات اليوم الثلاثاء برفقة أطفالها على مكان الحدث للمشاركة في الاحتفالات. كما ساهمت التوأمة الثقافية التي بادرت إليها مديرية الثقافة مع ولايات أخرى، على غرار الشلف وجيجل وغرداية، في إضفاء بعد آخر للحدث. وفي ذات السياق، أفادت مديرة الثقافة والفنون السيدة سليمة قاوى، أن هذه الولايات التي استقبلتها البويرة " تعرض تراثها وتقاليدها من أجل الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة في جو من الوحدة والأخوة". كما ينتظر بذات المناسبة تنظيم حفلات فنية ومحاضرات حول يناير، و كذا مسرحيات و أمسيات شعرية، يومي الثلاثاء والأربعاء ، بحسب المنظمين. وتم أيضا الشروع في احتفالات يناير منذ يومين بالمنطقة الشرقية للولاية ، سيما بأغبالو و امشداله و الشرفة ولعجيبة من خلال معارض للمنتجات التقليدية والكتب الناطقة بالأمازيغية ، وكذا تنظيم أنشطة ثقافية وفنية أخرى. ومن جهته صرح المتحدث باسم جمعية "أقراو أث الخير" لتقربوست، يوغرطة توديات، بتقديم اليوم الثلاثاء "مأدبة غداء جماعية لفائدة الأشخاص المعوزين، في حين ينتظر تحضير مأدبة كبيرة من الكسكسي غدا الأربعاء احتفالا بيناير" كما أضاف. أما بمنطقة تاغزوت، على بعد حوالي 10 كلم شرق البويرة، تحتضن القرية الجبلية والسياحية "ثسالا"، كالعادة، الاحتفالات السنوية بيناير، حيث أعدت الجمعية المحلية "ثاغرما" والجمعية الوطنية "كنوز الجزائر" برنامجا ثريا للاحتفال بقدوم رأس السنة الأمازيغية من خلال معارض مختلفة. وأفاد رئيس جمعية ثاغرما، السيد فاتح عمي علي ببرمجة معارض للمنتجات التقليدية المحلية، على غرار الفخار واللباس القبائلي والحلي والملابس التقليدية، وكذا الكتب الناطقة باللغة الأمازيغية. كما يشمل نفس البرنامج المعد من طرف جمعية "ثاغرما" جولات سياحية لفائدة الزوار لتمكينهم من اكتشاف المواقع السياحية بهذه القرية الواقعة بسفوح جبال جرجرة. ووقفت واج بعين المكان على قساوة برودة الموقع بسبب الثلوج التي غطت سفوح الجبال في هذا اليوم من السنة الامازيغية الجديدة. و هو ما يعتبر فال خير بالنسبة لعمران احد شيوخ قرية "ثسالا" ، الذي أكد أن " الثلج والبرد يعكسان أصول يناير ، حيث يأمل الفلاحون الكثير من هذا اليوم الأول من التقويم الفلاحي الذي استخدمه البربر منذ عدة قرون ، للتفاؤل بسنة فلاحية جيدة". كما عمت الاحتفالات بيناير مناطق غرب الولاية، على غرار سور الغزلان و الأخضرية وعين بسام. حيث تشرف الجمعيات المحلية على اللمسات الأخيرة للعديد من المعارض المخصصة للمنتجات المحلية ، و الأطباق المحلية و الألبسة التقليدية الخاصة بهذه المناطق.