ستستقبل العائلات القبائلية في ولاية تيزي وزو مناسبة الاحتفال برأس السنة الأمازيغية الجديدة «يناير2970» في أجواء خاصة و مميزة. خليل سعاد هذه المناسبة التي تعتبر محطة تاريخية هامة عند الامازيغ و التي يصادف تاريخها ال 12 من شهر جانفي من كل عام منذ الأزل ، كما يستند الأمازيغ في تقويم يناير إلى ما يسمى بالتقويم الفلاحي الذي يتبعه الفلاحون في زراعاتهم لضبط السقي والغرس ،إذ يشكل يناير نهاية موسم الحرث و منتصف موسم المطر، كما يمتاز هذا التقويم بمظهر التكافل الاجتماعي. ويعتبر يناير مناسبة للتكافل الاجتماعي بين افراد المجتمع الواحد و نصب الولائم في منطقة القبائل هذه الاخيرة التي ما زالت و ولا تزال محافظة على عاداتها و تقاليدها في طريقة الاحتفاء بهذه المناسبة التي تخلّد عهد حكم الأمازيع. قصة يناير و انتصار الأمازيغي سشناق على فرعون مصر يعود تاريخ يناير إلى مرحلة تاريخية هامة عند سكان الأمازيغ و هذا عندما انتصر الأمازيغي ششناق على فرعون رامسيس الثالث وجيوشه الذين حاولوا عدة مرّات غزو بلاد الأمازيغ عبر الحدود المصرية الليبية إلاّ أنّ قوة الملك ششناق وجيوشة كانت أعظم وأقوى وكانت لهم بالمرصاد، ومنذ ذلك التاريخ إلى يومنا هذا و الأمازيغيون بما فيهم بلاد القبائل والشاوية و التوارڤ وكذا بني ميزاب بالإضافة إلى عدة مناطق أخرى عبر مختلف ربوع الوطن يحتفلون بهذه المناسبة، حيث أن لكل منطقة طريقتها الخاصة بالاحتفال، إذ تستعد العائلات القبائلية للاحتفال بحلول رأس السنة الأمازيغية الجديدة قبل أيام قليلة من الحدث آملة أن يكون العام الجديد فأل خير عليهم ويرجون بداية سنة جديدة أفضل من سابقتها. معنى كلمة «يناير» تتكون كلمة يناير، من ين وتعني أول وأيور اي شهر، ما يشكل كلمة امنزو نيناير او تابروث اوسقاس أي بداية السنة الجديدة و تختلف الطقوس من منطقة إلى أخرى في الاحتفال بهذه المناسبة . طريقة استقبال سكان منطقة القبائل لمناسبة يناير تستقبل العائلات القبائلية هذه المناسبة العظيمة بتقديم «اسفل» الذي يعني نحر الأضاحي و التي تختلف من عائلة لأخرى و كل واحدة حسب إمكانياتها ، و التي لا تزال تحييها كل العائلات سواء في المدن أو القرى و المداشر التابعة لولاية تيزي وزو هي طبق الكسكسي المشهور مع سبعة أنواع من البقول حيث تنص عادات بعض قرى منطقة القبائل على ذبح ديك عن كل رجل ودجاجة عن كل امرأة، وديك ودجاجة معا عن كل امرأة حامل من العائلة، في حين نجد أن بعض القرى لا تشترط نوع الأضحية، و المهم هو حماية العائلة من الأمراض، الحسد و العين، كما أنها تفتح باب الرزق و السعادة، إضافة إلى أنها تقي أفرادها من المخاطر طيلة أيام السنة. كما تقوم المرأة القبائلية خلال هذه المناسبة بحلق شعر الطفل الذي يبلغ من العمر سنة كما تقوم بإعداد أطباق متنوعة مثل المسمن و البركوكس. و بعد ذلك يأتي الدور على النسوة لتحضير طبق ‘'سكسو سوكسوم'' الذي يكون سيد المائدة ، أي طبق الكسكس بالدجاج المشهور مع سبعة أنواع من البقول الجافة، و هي الفاصولياء، العدس، الحمص، الشعير، الفول، القمح، الأرز، حيث تخرج النساء إلى الحقول لجمع كل ما يمكن لهن جمعه مع إضافة كل ما تم ادخاره لهذا اليوم، ليتم تحضير الطبق التقليدي وأطباق أخرى لتنويع المائدة مائدة يناير، حيث تشير المعتقدات إلى أنه يجب أن تكون المائدة متنوعة، مع إعداد المعجنات ومختلف المأكولات التقليدية مثل المسمن، تغرفين اي البغرير، الخفاف، ثمثوتاو المطلوع وغيرها من المأكولات الشعبية التي تشترك فيها العائلة القبائلية ، وتكون الغاية الأسمى من الاحتفال برأس السنة الأمازيغية الجديدة لدى سكان منطقة القبائل، لم الشمل وكذا صلة الرحم، حيث يجتمع كل أفراد العائلة حول مائدة العشاء، كما تقوم العائلات أيضا بتبادل الزيارات فيما بينها وتبادل الأطباق المختلفة و المحضرة وهذا لتعميم البهجة والفرحة وترسيخ مبادئ الأخوة والتراحم بين الجميع، كما تحرص ربات البيوت على أن لا ينقص شيء في هذا اليوم العظيم الذي يدخل ضمن ما يسمى بأيام العواشير، التي تعتبر قبل كل شيء أياما دينية، من التقاليد المتداولة. يناير فرصة للتراحم و الاحتفال به فال خير على الجميع يعتبر سكان منطقة القبائل يوم ال 12 جانفي أي يناير مناسبة لتجديد القوى الروحية من خلال ممارسة بعض الطقوس التي يرجى منها إبعاد شبح الجوع والتماس أسباب الخير والسعادة التي لا تكون إلا بوفرة المحاصيل، فبداية العام تشكل نهاية وخاتمة للمؤونة الماضية وبداية التحضير للمحصول القادم، حيث يشرع القرويون من بداية هذا التاريخ في تهيئة الحقول والقيام بأعمال فلاحية، لتجلب الخير والإنتاج الوفير ويصاحب الاحتفال بأول يوم من السنة الأمازيغية الجديدة إحياء عادات وتقاليد مختلفة منها اقتناء أجمل الملابس للأطفال ليستقبلوا السنة بحلة جميلة، كما يتم في هذا اليوم حلق شعر المولود الجديد الذي بلغ سنة من عمره، حيث تعد هذه المناسبة فرحة كبيرة لعائلة الطفل وسكان القرية كون هذه العادة تصاحب احتفالا كبيرا من خلال اقتناء الأب أوالجد رأس العجل وتحضير وليمة يأكل منها كل سكان القرية، كما أنها فرحة كبيرة بالنسبة للفقراء، وتغتنم الفرصة لختان أبنائها وسط جو بهيج من الفرحة بحضور الأقارب والأصدقاء. ومن جهتها تقوم عائلات أخرى بعملية ختان لأبنائها وسط جو بهيج من الفرحة بحضور الأقارب والأصدقاء وفي السهرة تجتمع النساء فيما بينهن حول طاولة الشاي مرفوقة بالخفاف والمسمن لترديد الأغاني الخاصة بتراث منطقة القبائل، كما توزع في الأخير الحلويات والمكسرات على الذين حضروا الاحتفال شاكرين الله عز وجل على نعمه. ايمنسي يناير أو عشاء يناير وعجوز المنزل لا تزال العائلات القبائلية بولاية تيزي وزو تحرص خلال احتفالها بمناسبة يناير بإحدى العادات التي تبدو و انها غريبة نوعا ما لكنها اساسية وضرورية بالنسبة لهم . حيث تقوم سيدة المنزل بتحضير مائدة يناير من خلال تحضير عدة اطباق باللحم و الدجاج حتى تمتلئ مائدة يناير و يشبع كل أفراد العائلة . وبدار الثقافة مولود معمري بتيزي وزو تتواصل التظاهرات الثقافية المتنوعة احتفالا برأس السنة الأمازيغية الجديدة «يناير « 2970و المسطرة من قبل المديرية المحلية للثقافة وهذا عبر مختلف المؤسسات الثقافية المنتشرة عبر الولاية، وقد تضمن هذا البرنامج المسطر من طرف هذه الهيئة بالتنسيق مع مهرجان الفنون والثقافات الشعبية والجماعات المحلية والحركة الجمعوية، فقد تم برمجة محاضرات حول موضوع يناير ومعرض حول التراث المادي واللامادي المرتبط بإحياء هذا الإحتفال الشعبي وورشات بيداغوجية وعروض لأفلام ومسرحيات ستتواصل إلى غاية 14 من الشهر الجاري. انطلاق فعاليات الأسبوع الثقافي «ليناير» وقد انطلقت هذه تظاهرة منذ بداية هذا الاسبوع بدار الثقافة «مولود معمري» فعاليات الاسبوع الثقافي «ليناير» من خلال تنظيم معارض للاكلات التقليدية و الألبسة و الحلي الفضية الى جانب تنشيط عروض من قبل الفرقة الفلكلورية اضبالن. وغيرهم من الفرق الفنية . مع مشاركة متحفي الفنون و التقاليد الشعبية للجزائر وباردو بالجزائر العاصمة ومديريات الثقافة لتيزي وزو بجاية، البيض غرادية ،باتنة وبرج بوعريريج. إلى جانب هيئات أخرى كالمحافظة السامية للأمازيغية، المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ، علم الإنسان والتاريخ، مركز البحث في الإنثروبولوجيا الإجتماعية والثقافية بوهران ودور نشرو كما ميزت احتفالات رأس السنة الأمازيغية الجديدة 2970 بتنظيم عديد التظاهرات الثقافية المتنوعة و ذلك وسط أجواء تبعث على البهجة و تحافظ على التراث الأمازيغي العريق . فبهذه المناسبة أقيم معرض للمنتجات التقليدية الأمازيغية بالمركز الثقافي الرياضي يحيا بشا بذراع بن خدة يضم تشكيلة من الأواني الفخارية و الألبسة و الحلي و الحلويات و الأكلات التقليدية التي تزخر بيها المنطقة المتمثلة بمختلف أنواع الخبز التقليدي المصنوع من الاعشاب نذكر على غرار اغروم نببراس اغروم بلوحوال وغيرها من الاكلات وهذا بمبادرة لمديرية النشاط الاجتماعي و التضامن بالولاية و بمشاركة حوالي 20 عارضا وعارضة قدمت من ولايات تيزي وزو وهذا من تنظيم فوج كريم بلقاسم للكشافة الاسلامية ببلدية ذراع بن خدة.