استمع المشاركون في المنتدى الاجتماعي العالمي الجاري بالعاصمة المكسيكيةمكسيكو سيتي, إلى عروض وبيانات حول التاريخ الدامي للاحتلال المغربي بالصحراء الغربية وفظاعة جرائمه اليومية بحق المدنيين الصحراويين العزل وفصول نهبه للموارد الاقتصادية بتواطؤ من بعض القوى الدولية, في خرق فاضح للقانون والشرعية الدوليين. وذكرت وكالة الأنباء الصحراوية (واص), أن المشاركين في ورشة "حقوق الإنسان والثروات الطبيعية في الصحراء الغربية المحتلة" أمس الخميس, وضعوا في صورة الوقائع الدامية المسجلة بالأراضي الصحراوية المحتلة, وذلك من خلال محاضرة قدمها عضو جمعية أولياء المفقودين والمعتقلين السياسيين الصحراويين, لعروصي عبد الله بابيت, تضمنت سيلا من المعلومات والمعطيات التي "تكشف فداحة ما يقترفه الاحتلال المغربي من اعتداءات وعنف ممنهج ومضايقات واعتقالات وحتى التصفية الجسدية للمناضلين الصحراويين, في محاولة لإجهاض المقاومة, وذلك بالموازاة مع سرقته ونهبه للثروات الطبيعية الصحراوية وتوريط شركات عالمية تحت طائل المصالح على حساب الحق والقانون". وتطرقت المحاضرة أيضا, وفقا لذات المصدر, إلى "تداعيات الحرب الحالية إنسانيا وحقوقيا وما تخلفه من حالة نزوح وحصار وتضييق للحريات, وحملات الاعتقال في أوساط الشباب وتكرر الاعتداءات, خاصة ضد النساء, كحالة سلطانة خيا وعائلتها, والمشاهد المألوفة بأسف لتدخل قوات الاحتلال الأمنية بهمجية ضد رفيقاتها بالمدن المحتلة". وفي هذا الإطار, قال عضو جمعية أولياء المفقودين والمعتقلين السياسيين الصحراويين: "إن تضييق الحريات وحالة الحصار وخنق المنطقة وغلقها في وجه أي محاولة تسعى كشف الحقيقة, هي بعض تجليات سياسة الاحتلال المغربي في الصحراء الغربية, إذ على الصحراويين الذين يعبرون عن رأيهم أن يستعدوا مسبقا لمجابهة الأسوأ, مستحضرا تاريخا مغربيا داميا في الصحراء الغربية وما خلفه من ضحايا و مفقودين ومختفين قسريا ومعتقلين ومشردين وملاحقين". ونوه عبد الله بابيت, ب"جهود هيئات حقوق الإنسان والمنظمات الدولية وعمل الجمعيات الصحراوية في توثيق والمرافعة والتقرير عن الحالة الحقوقية المتردية في الصحراء الغربية في ظل غياب أي دور أممي على الرغم من وجود البعثة الأممية /المينورسو/ التي تعد الوحيدة عبر العالم من البعثات الأممية التي لا تضطلع بمسألة حقوق الإنسان". وانتقد المحاضر, حجم المغالطات والتضليلات المغربية التي لطالما صاحبت الاعتداءات والجرائم والخروقات في حقب زمنية مختلفة وتستمر إلى اليوم, متطرقا لما يطبع التعامل المغربي الفج مع قضايا اعتقال ثلاثة وأربعين أسيرا مدنيا صحراويا مدنيا يقبعون بصفة غير شرعية بسجون الاحتلال ويقضون مددا عقابية انتقامية دون وجه حق. وتصدرت القضية الصحراوية وكفاح شعبها العادل حدث افتتاح طبعة المنتدى الاجتماعي العالمي 2022 الذي يختتم اشغاله اليوم الجمعة. فعلى مدار أسبوع كامل كانت القضية الصحراوية, حاضرة خلال نشاطات المنتدى عبر محاضرات وورشات نقاش وعبر معرض حول مراحل الكفاح وأوجه المقاومة الصحراوية. وأكد المشاركون في المنتدى الاجتماعي العالمي, على عدالة كفاح الشعب الصحراوي, منوهين بصبره وتطلعه لجهود السلام على مدار ثلاثين عاما, وطالبوا المجتمع الدولي بإحقاق الشرعية والانتصار لمواثيقها من خلال تمكينه من حقه في تقرير المصير. وحدث هذا العام الذي تزامنت محطة افتتاحه مع اليوم العالمي للشغل (الفاتح مايو), شهد مظاهرة حاشدة للمشاركين من مختلف بلدان العالم وممثلين عن المنظمات والهيئات الأعضاء بالهيئة جابت الشوارع الرئيسية للعاصمة المكسيكية. ورفع المشاركون شعارات تنوعت بين "عالم آخر ممكن, تحقيق العدالة والحرية والمساواة وإعلاء قيم وحقوق الإنسان ونصرة القضايا العادلة كالقضيتين الصحراوية والفلسطينية" اللتين حظيتا بتعاطف الحضور . التظاهرة التي انطلقت من ساحة الجمهورية من أمام رمز "المونومينتو آلاريبولوسيون" إلى غاية ساحة "سانتو دومينغو", ردد خلالها ممثلو هيئات المجتمع المدني عن الجمهورية الصحراوية شعارات تطالب بجلاء الاحتلال المغربي وإنهاء معاناة الشعب الصحراوي عبر تطبيق العدالة الدولية ومواثيقها, وحماية الصحراويين العزل بالأراضي المحتلة ووضع حد نهائي للنهب المغربي الممنهج للثروات الطبيعية الصحراوية بتواطؤ دولي فاضح. وكان لجمعية أصدقاء الشعب الصحراوي بالمكسيك, مساهمة قوية في حدث الافتتاح, حيث أكدت على تعزيز جهود المرافعة ومرافقة الشعب الصحراوي في نضاله العادل من أجل الحرية والاستقلال.