اختتمت، أمس، بمخيمات اللاجئين الصحراويين أشغال المنتدى الدولي في طبعته الثانية خاص بالمرأة الصحراوية تحت شعار "المرأة والمقاومة"، وهو الحدث الذى نظم من طرف الاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية،بمشاركة العديد من الجمعيات والمناضلات في حقوق الإنسان وأعضاء البرلمانات والجمعيات النسائية من مختلف قارات العالم. وكان هذا الفضاء فرصة للوفود الأجنبية للإطلاع عن كثب على القضية الصحراوية ووضعية المرأة المقاومة فيها، من خلال شهادات حية. ولقد تخلل الملتقى العديد من المحاضرات، مست دور المرأة الصحراوية في المقاومة ونضالاتها ومعاناتها المستمرة من أجل انتزاع حقوقها، دون أن ينسى المشاركون الحديث عن مساهمة هذه الأخيرة في البناء والتنمية والتقدم، مثمنين في ذات السياق دور هذه الأخيرة في تسيير الشؤون الاقتصادية والاجتماعية داخل المخيمات وفي الأراضي المحررة، وما حققته من مكاسب من خلال مشاركتها في الحياة السياسية للجمهورية الصحراوية ومؤسساتها التشريعية والتنفيذية. وقد إستنكر الوفود المشاركة كل أشكال الترهيب والتقتيل التي يتعرض لها الشعب الصحراوي في الأراضي المحتلة وما تعانيه، خاصة المرأة الصحراوية، من اعتداءات وحشية واختطافات واعتقالات واغتصاب، وغيرها من الممارسات التي تحط من كرامة المرأة. كما طالبت المشاركات الأممالمتحدة والمجلس الأمن، بتسريع مسار تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية وتمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير مصيره والاستقلال عبر استفتاء حر، ومنه أكدت الوفود المشاركة الدعوة إلى التعجيل بتوسيع صلاحيات بعثة الأممالمتحدة للاستفتاء "المينورسو". كما سجل الاختتام بيانا حمل في مجمله طلبات برفع الحصار المفروض على الأراضي المحلتة من الصحراء الغربية، وفتحها أمام المراقبين والإعلاميين، مسجلين أيضا قلقا إزاء حالة النشطاء الحقوقيين السبعة "لهذا وجب تدخل المجتمع الدولي بشكل عاجل من أجل إطلاق سراح جميع المعتقلين، والكشف عن مصير المفقودين لدى الدولة المغربية، البالغ عددهم حوالي 500 مفقود، دون أن تنسى الوفود المشاركة الإشارة إلى الجريمة اللاإنسانية لجدر العار المغربي الذي يفرق بين العائلات الصحراوية ويشكّل تهديدا للإنسان والحيوان، لما يضمه من ملايين الألغام المحرمة دوليا". كما استنكر المشاركون أعمال النهب المكثف للثروات الطبيعية للشعب الصحراوي من قبل المخزن المغربي، حيث طالبت المشاركات من الاتحاد الأوروبي تجميد مسار الوضع المتقدم للممكلة المغربية لدى الاتحاد أو أي اتفاق بين الطرفين يمس مياه أو أراضي الصحراء الغربيةالمحتلة. وفي الأخير، سجلت المشاركات من مختلف قارات العالم، منها فرنسا والمكسيك وفنزويلا وإفريقيا وغيرها، ارتياحا لما وقف عليه الملتقى من توطيد لعلاقات الأخوة المشتركة بين كافة نساء العالم والقائمة على احترام مواثيق وقرارات الهيئات الدولية والقارية في التحرر من كل أشكال الاستعمار والاحتلال الأجنبي والاضطهاد والعنف والتمييز ضد المرأة،مؤكدين في ذات السياق تضامنهن الراسخ والدائم مع المرأة الصحراوية، محيين صمودها ومقاومتها في الأراضي المحتلة وفي مخيمات اللاجئين في كفاحها من أجل التمتع بالحقوق الطبيعية للإنسان، لتبدي الوفود التزامها بمواصلة العمل والتنسيق في مختلف المحافل الدولية لمضاعفة التضامن مع المرأة الصحراوية المكافحة.