أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي عبد الباقي بن زيان يوم الأحد في مداخلة عبر تقنية التحاضر المرئي في افتتاح الملتقى الوطني حول "دور الجامعة الجزائرية في تاريخ النضال الجهادي قبل وبعد الاستقلال" بقالمة بأن النخب الجامعية "تخوض منذ الاستقلال معركة لتحرير الذاكرة الوطنية من رواسب الإرث الاستعماري". و أضاف السيد بن زيان في كلمته الافتتاحية لهذا الملتقى, المنظم بقاعة المحاضرات الساسي بن حملة بالمجمع الجامعي الجديد ضمن برنامج إحياء اليوم الوطني للذاكرة المصادف هذا العام للذكرى 77 لمجازر 8 ماي 1945, بأن هذا اللقاء "يكتسي أهمية كبيرة كونه يسلط الضوء على الدور الهام للنخبة الجزائرية من طلبة وسياسيين ودبلوماسيين وإعلاميين منذ الاستقلال وإلى غاية اليوم في خوض معركة تحرير الذاكرة الوطنية, إضافة إلى دورها في مسيرة بناء الجزائر المستقلة". و بعد أن ذكر بأن هذا الملتقى الوطني يتزامن مع إحدى أهم المحطات التاريخية التي ستبقى راسخة في أذهان الشعب الجزائري وهي مجازر 8 ماي 1945 التي أقدم فيها الاحتلال الفرنسي على ارتكاب أبشع الجرائم في حق شعب أعزل أراد أن يعيش في بلده بكل حرية وكرامة, أوضح عبد الباقي بن زيان بأن رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون أعطى أهمية كبيرة لإحياء ذكرى تلك المجازر من خلال قراره المتعلق باستحداث اليوم الوطني للذاكرة المصادف ل8 مايو من كل سنة. و أضاف الوزير بأن هذا الملتقى الذي يندرج أيضا في إطار البرنامج العام للتظاهرات الوطنية والمحلية الذي أعده قطاع التعليم العالي والبحث العلمي على مدار سنة 2022 ضمن الاحتفالية بالذكرى ال60 لاسترجاع السيادة الوطنية, هو مناسبة أيضا لإحياء هذه الذكرى التاريخية المؤلمة بالنسبة للجزائريين عموما والتي اعتبرها "أكبر دليل على جرائم المستعمر الفرنسي من خلال ممارسته الإعدام والقتل الجماعي بدون محاكمة وحفر مقابر جماعية و حرق جثث الجزائريين لطمس آثار الجريمة في تلك المجازر التي ذهب ضحيتها الآلاف من الجزائريين". كما ذكر السيد بن زيان بمختلف مراحل تطور الجامعة الجزائرية منذ الاستقلال ما جعل عدد الطلبة المنتسبين إليها يصل اليوم عبر الوطن إلى 1 مليون و700 ألف طالب بجميع الأطوار على مستوى 111 مؤسسة جامعية و30 مركز بحث, إضافة إلى نحو 1600 مخبر بحث عبر مختلف الجامعات والتخصصات, مرجعا ذلك إلى جهود واستثمارات الجزائر في قطاع التعليم العالي إضافة إلى سياسة دمقرطة التعليم ومجانيته والبعد الاجتماعي للدولة الجزائرية. من جهة أخرى عرف هذا الملتقى الذي أشرفت على افتتاحه سلطات الولاية المدنية والعسكرية تقديم عدة مداخلات حول المحور المخصص له, حيث كانت المحاضرة الافتتاحية للأستاذ بوعزة بوضرساية مدير جامعة برج بوعريريج تطرق فيها إلى "دور النخب الجامعية في معركة التحرير في الفترة ما بين 1954 وإلى غاية 1962". و بعد أن أكد بأن "الجزائر ومنذ القدم تعتبر الصخرة التي تتكسر عليها كافة الأمواج", تطرق المحاضر إلى فشل المستعمر الفرنسي في كافة مساعيه الرامية إلى التسويق لفكرة أن "الشعب الجزائري أمي وجاهل", مرجعا ذلك إلى "الدور الكبير الذي لعبته النخب الجزائرية في معركة الحفاظ على ثوابت الأمة ومقوماتها, حيث كانت المقاومة السياسية والفكرة تسير جنبا إلى جنب مع المقاومة المسلحة". و قد تضمن الملتقى تقديم 10 مداخلات أخرى لأساتذة وباحثين من جامعات الجزائر وسكيكدة وتبسة وقالمة وسطيف وميلة وسوق أهراس وجيجل وعنابة تناولوا فيها مختلف المواضيع المرتبطة بدور الجامعة في النضال الوطني وعلاقة الطالب الجزائري بحركات التحرر في العالم بعد الاستقلال والنشاط الدبلوماسي للجامعيين أثناء وبعد الثورة التحريرية ودور الجامعة في معركة بناء وتشييد الجزائر المستقلة.