شدد المشاركون يوم الثلاثاء بقالمة في أشغال الطبعة العاشرة للملتقى الدولي "مجازر 8 ماي 1945"على ضرورة مواصلة الجهود العلمية لتخليص التاريخ الجزائري من كل التحريفات الفرنسية. وقد أسدل الستار على فعاليات هذا الملتقى الذي دام يومين بقاعة المحاضرات الجديدة بالمجمع الجامعي "سويداني بوجمعة" الذي تناول هذه السنة موضوع "مجازر 8 ماي 1945 في خمسينية الاستقلال" بالتأكيد على "تخليص التاريخ الجزائري من كل التحريفات الفرنسية" وكذا على "مواصلة البحوث العلمية التاريخية حول حقيقة كل الأحداث والمجازر" التي ارتكبها المستعمر الفرنسي في الجزائر. وخلصت اللجنة العلمية للملتقى حسب رئيسها الدكتور صالح فركوس إلى الحث على ضرورة "ربط الأجيال المقبلة بتاريخ بلادها" و"تسليحه بالروح الوطنية الخالصة" اعتمادا على "إحياء الذاكرة الجماعية"الحافلة بالتضحيات التي قدمتها الأجيال السابقة. وقد تميز اليوم الثاني والأخير من هذا الملتقى بتقديم 6 محاضرات منها مداخلة الدكتور محمد القورصو من جامعة الجزائر بعنوان "مجازر 8 ماي 1945 بين القراءة التاريخية والمجاذبات السياسية" تطرق فيها إلى أهمية مثل اللقاءات العلمية في "تصحيح" المقررات التربوية والبرامج الدراسية وتسجيل مساهمات الشخصيات التي صنعت التاريخ مما يكسب الكتابة "المصداقية والموضوعية". و اعتبر القورصو أن "حرب تخريب الذاكرة" التي تنتهجها فرنسا ضد الجزائريين لا يمكن مجابهتها إلا ب"تدوين التاريخ الصحيح" مشيرا أن هذه هي الطريق الوحيد لحمل الاستعمار على الاعتراف بالجرائم والمجازر التي ارتكبها في الجزائر. ومن جهته أوضح عشماوي من معهد التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة القاهرة (مصر) في مداخلة بعنوان " 8 ماي 1945 في ظلال الإبادة الجماعية للشعب الجزائري" أن الأعمال الوحشية التي ارتكبتها فرنسا في الجزائر عبر كامل فترة الاحتلال "تنطبق عليها كل المعايير والمواصفات التي حددها المنظرون لمفهوم الإبادة". وأستند نفس المتدخل على "محاضر رسمية " حول المناقشات التي تمت في جلسات هيئة الأممالمتحدة بعد الحرب العالمية الثانية لتحديد مفهوم الإبادة الجماعية كجريمة ضد الجنس البشري و وضع أركانها وطبيعتها. واعتبر في هذا الصددر أن ما قامت به فرنسا في 8 ماي1945 وخلال مدة احتلالها للجزائر كله هو "إبادة" تنوعت بين "محاولة القضاء على عنصر بشري كامل" وكذا "محاولة القضاء على مكوناته الثقافية أو ما يعرف بالإبادة المعنوية". وقد تم تقديم 18 محاضرة من طرف أساتذة ومختصين من داخل وخارج الوطن قدموا من مصر و فرنسا و آخرين يمثلون جامعات كل من الجزائر و وهران وسيدي بلعباس و بسكرة والمسيلة وباتنة وسطيف وقالمة.