حذر أخصائيون في الأمراض المعدية والميكروبيولوجيا، يوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة، من الاستهلاك المفرط والتطبيب الذاتي بالمضادات الحيوية. و خلال لقاء نظم بمناسبة اليوم الوطني لمقاومة مضادات المكروبات والمتزامن مع الأسبوع العالمي لمقاومة نفس المضادات, حذرت البروفسور نسيمة عاشور, رئيسة مصلحة الأمراض المعدية بالمؤسسة الاستشفائية المتخصصة في هذه الامراض "الهادي فليسي" بالقطار, من الاستعمال غير العقلاني للمضادات الحيوية, مما يؤدي إلى مقاومة شديدة للفيروسات والبكتيريا والفطريات لهذه المضادات. و أكدت ذات الأخصائية بالمناسبة أن "الجزائر تعد من بين الدول الست في العالم المستهلكة للمضادات الحيوية", محذرة من التطبيب الذاتي الذي أدى --حسبها-- إلى "تطوير البكتيريات لميكانزمات متطورة للتصدي لمفعول هذه الادوية", داعية إلى ضرورة توسيع حملات التوعية حول استهلاك المضادات الحيوية لدى المجتمع والممارسين من أطباء وصيادلة. و من جانبها, أشارت البروفسور حنيفة زيان, رئيسة مصلحة المكروبيولوجيا بالمؤسسة الاستشفائية المتخصصة في الأمراض المعدية "الهادي فليسي", إلى "التحولات التي طرأت على الفيروسات خلال السنوات الأخيرة, مما جعل من المضادات الحيوية الموصوفة غير فعالة". و ذكرت من جهة أخرى, بالإجراءات التي اتخذتها وزارة الصحة لمواجهة هذه الظاهرة, من بينها توسيع عدد المخابر المكروبيولوجية التابعة للمخبر المرجعي لمعهد باستور والتحاقها بالتحالف العالمي بين المنظمات الثلاثة للصحة والتغذية والزراعة والبيئة, إلى جانب إنشاء لجنة قطاعية لمقاومة مضادات المكروبات مع تحيين البرنامج الموسع للقاحات الأطفال وملائمته مع المستجدات الطارئة في العالم. و دعت في هذا السياق إلى "توسيع حملات التحسيس للتخفيض من الوصف العشوائي للمضادات الحيوية وكسر سلسلة نقل العدوى للفيروسات ودعم التربية الصحية بالمدارس والحفاظ على نظافة اليدين كأول وسيلة ناقلة للعدوى".