ينشط زهاء 20 شاعرا من مختلف ولايات الوطن عكاظية الشعر الشعبي التي انطلقت فعالياتها اليوم الخميس ببلدية متليلي (45 كلم جنوبغرداية) والتي أعطت إشارة افتتاحها ممثلة وزارة الثقافة والفنون, فتيحة تيجيني, بحضور السلطات الولائية. ويتوخى من هذه العكاظية, التي تنظمها جمعية الفن والإبداع ببلدية متليلي بدعم من وزارة الثقافة والفنون وولاية غرداية, المحافظة على واحد من العناصر الغنية للتراث اللامادي وهو المصدر الذي لا ينضب لاسترجاع الأحداث التاريخية وقيم مجتمعنا, مثلما أوضحت السيدة تيجيني, في كلمتها الإفتتاحية. وأشارت في ذات السياق "أن التراث الشفهي الجزائري وخاصة منه تراث الواحات يعكس أسلوب حياة أجدادنا, وطريقة تفكيرهم, والعيش مع مراعاة بيئتهم الإجتماعية", مبرزة في ذات السياق "دور التراث الشفوي في الحفاظ على الذاكرة الشعبية وهو جزء من تاريخ بلدنا". ويرى منظمو هذه التظاهرة الثقافية من جهتهم أن العكاظية تهدف إلى "ترقية الفعل الثقافي سيما في مجال الأدب الشعبي وتعزيز التبادلات الثقافية بين الشعراء وهواة الشعر الشعبي الشفهي من شتى مناطق الوطن". كما يرمي هذا النشاط الثقافي أيضا إلى استدامة الثقافة الأصلية العريقة التي تزخر بها الجزائر التي تتوفر على تراث شفهي زاخر يحمل معاني تربوية شفهيا و كتابيا, كما جرى شرحه. وستجوب فعاليات هذه العكاظية التي تتواصل على مدار أربعة أيام الفضاءات الواحاتية بمناطق متليلي وسبسب وزلفانة والمنصورة, مشكلة بذلك ديكورا صحراويا رائعا يثير مشاعر عشاق هذا النوع الأدبي وذلك من خلال باقة القصائد والأمسيات الشعرية, بالإضافة إلى تنشيط ندوة حول "التاريخ من خلال الشعر الشفهي ... الدراسة الدلالية للشعر الشفهي وعلم السميولوجيا في هذا التراث", حسب المنظمين . كما برمجت جولات سياحية إلى منطقتي متليلي وغرداية لفائدة ضيوف هذا الحدث الثقافي, وفق ذات المصدر .
