يرتقب استلام عديد المشاريع المتعلقة بترميم دار و مطبعة الشيخ عبد الحميد بن باديس (4 ديسمبر 1889 - 16 أبريل 1940) وذلك ضمن المسعى القاضي بالحفاظ على ذاكرة المصلح و رائد النهضة الجزائرية كجزء من الذاكرة الوطنية. و في هذا الصدد, يرتقب استكمال مشروع دراسة و متابعة أعمال ترميم دار ابن باديس المتواجدة بالمدينة القديمة بقسنطينة في يونيو القادم و الشروع مباشرة في أشغال ترميمها, حسب ما كشف عنه مدير الثقافة و الفنون، لمين قروي. و أوضح السيد قروي بأن هذه العملية التي انطلقت أشغالها يناير الماضي, تستهدف منزل رقم 34 الذي كان يقطن به العلامة ابن باديس الواقع بحي عبد الله باي، بحي السويقة بالمدينة القديمة المتكون من طابقين بعد تمكن مكتب الدراسات من الولوج الى البناية بالنظر للركام المتواجد أمامها جراء الأشغال السابقة بها. و فصل ذات المسؤول أنه بعد استئناف الأشغال, تم نزع الركام الناتج عن أشغال المنجزة في اطار "قسنطينة, عاصمة الثقافة العربية 2015" و اتمام المرحلة الأولى و الثانية المتمثلة في المعاينة و الاجراءات الاستعجالية و رفع المخططات و النشأة التاريخية ليتم الشروع حاليا في اتمام المرحلة الثالثة و الرابعة المتمثلة في حالة الحفظ و التشخيص و مشروع الترميم. و ذكر ذات المتحدث أن هذه العملية تتمثل أيضا في دراسة و متابعة ترميم المباني المجاورة لدار بن باديس وهي دار الدايخة و المطحنة و دار الدباغين و مطبعة بن باديس. و أوضح مدير الثقافة بخصوص مطبعة ابن باديس المسماة المطبعة الإسلامية الجزائرية, أنه وخلال السنة الماضية تم التكفل تطوعيا -بعد الإهمال والتدهور الذي طالها منذ فترة- بترميم مطبعة الشيخ عبد الحميد بن باديس من طرف جمعية "مستقبل حي عبد الحميد بن باديس" و جمعية "إرث للتراث المادي واللامادي" وكذا مقاول خاص بقسنطينة وبلغت أشغالها 70 بالمائة. و شملت أشغال الترميم، حسب مدير الثقافة, إعادة الجدران إلى حالتها الأصلية وإعادة تهيئة الأرضية وكذا السقف والطلاء باستعمال تقنيات من شأنها أن تحافظ على نمط الجدران الأصلية للمطبعة و ترميم واجهة المطبعة و الأبواب والنوافذ, ليتم لاحقا إعادة رسم الواجهة الإشهارية للمطبعة من طرف فنان مختص في الخط العربي. و بخصوص آلتي الطباعة, فقد تم التكفل بهما بطريقة طوعية على غرار آلة لطباعة الصحف ذات تغذية ذاتية من الورق الملفوف على بكرات وأخرى لمقطع الورق ومكتب ونماذج من الأحرف الخشبية التي كانت تستخدم في الطباعة وقوالب الطباعة الحجرية. و أشار السيد قروي الى أن جمعية "مستقبل حي عبد الحميد بن باديس" قد أشرفت في بداية العملية على جرد وحفظ كل المعدات والحروف بشكل جيد الى غاية استكمال أشغال الترميم و هذا بالتنسيق مع مختصين من المتحف العمومي للفنون والتعابير التقليدية قصر أحمد باي- قسنطينة, مفصلا أن استكمال أشغال ترميم هذا الصرح من شأنه تسليط الضوء على صحافة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين. و تعود فكرة تأسيس المطبعة الإسلامية الجزائرية للفترة التي كان فيها رائد الحركة الإصلاحية في الجزائر ومؤسس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين يكتب مقالات في جريدة "النجاح" التي أسست سنة 1919، وكانت أولى إصدارات المطبعة في 2 يوليو 1925 من خلال صحيفة "المنتقد" التي دخل بها الشيخ بن باديس عالم الصحافة، حيث عانى من صعوبات كبيرة بعد إصدار الإدارة الاستعمارية قرار بتعطيلها بعد صدور 18 عددا منها. و بخصوص مسجد سيدي لخضر الذي يعد من أعرق المعالم الدينية في مدينة قسنطينة الواقع بحي الجزارين قرب رحبة الصوف, فقد أغلق منذ 2015 في اطار مشروع إعادة الترميم و الذي ينتظر استلامه مطلع شهر يونيو القادم, حسبما كشف عنه مدير الثقافة الذي أوضح أن أشغال الترميم قد فاقت 80 بالمائة. و قد اتخذ العلامة ابن باديس من المسجد الأخضر مدرسة لتكوين النخبة و تدريس و تفسير القرآن لحمل مشعل الإصلاح الذي أخذ بيده تعليم الأمة للدين الاسلامي وتصحيح عقائدها وتوحيد صفوفها ضد الاستعمار بالإضافة إلى فنون من علم اللسان، لمدة 25 سنة. من جهته، عمل عبد الحق بن باديس على جمع أعمال شقيقه الشيخ عبد الحميد بن باديس، وساهم بشكل غير مباشر في الحفاظ على جزء كبير منها، حسب ما أفاد به رئيس مؤسسة عبد الحميد بن باديس، الأستاذ عبد العزيز فيلالي, موضحا أن مكتبة العلامة عبد الحميد بن باديس تضم ما لا يقل عن 1000 مؤلف و كتاب.