نظمت احتفالية دينية كبيرة ليلة الجمعة إلى السبت ببني يزقن (ولاية غرداية) بمناسبة ختم عالم الدين الشيخ محمد أيوب صدقي التفسير الشفوي للقرآن الكريم، والذي كرس حياته لخدمة الدين الإسلامي الحنيف، وكان يقدم مواعظ دينية أسبوعية لأكثر من أربعين سنة. وخلال فعاليات هذه الاحتفالية التي أقيمت بالمسجد الكبير لقصر بني يزقن بمبادرة من حلقة العزابة (هيئة محلية تتشكل من المشايخ) لذات القصر بالتعاون مع مؤسسة عمي سعيد (الهيئة العليا للمؤسسات الدينية للإباضية في الجزائر) والتي حضرها السلطات المحلية ومشايخ من الإباضية والمالكية وعدد كبير من الأكاديميين والباحثين، قدمت كلمات أشاد فيها متدخلون بصفات هذا العالم المتميز في تفسير القرآن الكريم، وهو من مواليد قصر بني يزقن في 7 يونيو 1935 ، والذي تفانى منذ نعومة أظفاره من أجل نشر القيم الإسلامية النبيلة. كما سلطوا الضوء على صفات الحكمة والالتزام والمسار الطويل والثري للشيخ محمد أيوب صدقي في خدمة الإسلام، ومساهمته الغنية طوال مسيرته في غرس التربية الإسلامية والقيم النبيلة، وإثراء علوم الدين من خلال خطبه ومساهماته في المؤتمرات طوال مشواره المهني. وأكد مشاركون في هذه الاحتفالية في انطباعات رصدتها "وأج" أن هذا التكريم يعد تقديرا وعرفانا للجهود التي بذلها الشيخ صدقي طوال مسيرته في مجال التربية الإسلامية، وفي إشاعة قيم التضامن وتعزيز سبل التقارب وتوحيد صفوف الأمة الجزائرية والأمة الإسلامية. وأجمعوا على صفات العلم والمكارم التي يتحلى بها الشيخ صدقي، وهو أستاذ مارس التدريس في مختلف مؤسسات التعليم الثانوي بالوطن وكان نموذجا في نشاطه البحثي المتنوع في المجالات الدينية واللغوية، وكرس حياته للدراسات الإسلامية. ومن جهته قدم الشيخ محمد أيوب صدقي شكره لكل الحاضرين في هذه الاحتفالية الدينية، قبل أن يحث الأجيال الجديدة على التسلح بالدين والقيم الإسلامية. واعترف في كلمة قصيرة أن القرآن الكريم والنص القرآني يحتويان على أسرار يصعب فهمها، قبل أن يوصي العلماء بتوخي الحذر من معاني الكلمات واستقصاء كافة المعاني الممكنة من هذا المصطلح أو ذاك، بهدف -كما أضاف- "أن نكون مخلصين قدر الإمكان للمعنى الإلهي". كما أكد بذات المناسبة على أهمية إتقان القارئ أو المترجم للقرآن العظيم للغة العربية وتخصصات الشريعة وللمصطلح القرآني. وأعلن المشرفون على هذه الاحتفالية الدينية الكبيرة عن تنظيم لقاء دولي في أكتوبر المقبل حول شخصية الشيخ محمد أيوب صدقي وتفسيره الشفوي.