اكد سفير الجمهورية الصحراوية بالجزائر, عبد القادر طالب عمر, اليوم الاثنين بالجزائر العاصمة, ان فشل النظام العالمي الحالي في حل النزاعات والحروب وانهاء الاستعمار كما هو الحال بالصحراء الغربية, يعني انه لم يعد يعبر عن تطلعات الشعوب ويجب اصلاحه. وقال السيد طالب عمر خلال ندوة تضامنية مع القضية الصحراوية, تزامنا مع الذكرى ال48 لإعلان قيام الجمهورية الصحراوية نظمها المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي : "اننا نجتمع اليوم والعالم يشهد الكثير من الصراعات والحروب التي فشل النظام العالمي الحالي في حلها وهو ما شهدناه مؤخرا في العدوان الصهيوني على قطاع غزة وحرب الابادة التي ينفذها الاحتلال بحق ابناء الشعب الفلسطيني, رغم القرارات الصادرة عن الجمعية العامة للامم المتحدة ومحكمة العدل الدولية بوقف اطلاق النار". و اكد على ان فشل النظام العالمي الحالي في تغيير هذا الواقع ينم على انه "لم يعد يعبر عن ارادة الشعوب و اصبح يتطلب اصلاحه ليتكيف مع التحولات التي عرفتها البشرية بعد الحرب العالمية الثانية", مدينا التغطية على جرائم بعض الدول مثل ما يجري في فلسطين والصحراء الغربية و استمرار الافلات من العقاب الذي شجع المحتل على مواصلة انتهاكاته. وشدد على أن "القوة الكامنة في الشعوب لا تنتهي وستستمر المقاومة الى ان يتم استرجاع الحق, رغم فشل الهيئات التنفيذية المكلفة بحفظ السلم والامن في لعب دورها وانتهاجها بالمقابل سياسة ازدواجية المعايير". السفير الصحراوي أشار في كلمته الى ان "النظام المغربي عندما فشل في )شرعنة( احتلاله للصحراء الغربية ارتمى بين احضان الكيان الصهيوني ليعقد معه تحالفا لمقايضة القضية الفلسطينية والقضية الصحراوية, وعقد معه اتفاقيات عسكرية وامنية واقتصادية تستهدف الصحراء الغربية والمنطقة بأكملها". وشارك في الندوة التي جرت تحت شعار "كلنا من اجل تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية", دبلوماسيو دول داعمة للقضية الصحراوية, الى جانب اطارات من البرلمان بغرفتيه وعمداء كليات ورؤساء احزاب وممثلين عن المجتمع المدني. سفير فنزويلا لدى الجزائر, خوان باوتيستا أرياس بالاسيو, قال انه "كممثل لدول امريكا اللاتينية, هدفي الآن أن نحقق أمنيات قادتنا في ان نكون اكثر انسانية وندعم تلك القضايا المصيرية في العالم لتكريس حق تقرير المصير للشعب الصحراوي". وتوجه الدبلوماسي الى الشعب الصحراوي بالتأكيد له بأنه باستطاعته الاعتماد على امريكا اللاتينية في دعم نضاله, مبرزا دور الشباب الهام في مسيرات التحرر والبناء. كما تناولت الكلمة سفيرة ناميبيا بالجزائر, بندولينا كينو شنجنجو, التي قالت : "لابد علينا ان ننجز أكثر مما انجزناه من اجل تحرير الجمهورية الصحراوية, هذا البلد المؤسس للاتحاد الافريقي", مذكرة بأن بلادها تواصل دعم الجهود المبذولة من قبل الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي من اجل تحقيق تقرير مصير الشعب الصحراوي وأيضا دعمها لجهود المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي إلى الصحراء الغربية, ستافان دي ميستورا. كما طالبت بإطلاق سراح جميع الاسرى المدنيين الصحراويين بسجون الاحتلال المغربي ووقف مهاجمة النساء والاطفال والناشطين الحقوقيين والداعمين للشعب الصحراوي ولقضيته, و ايضا وقف العدوان الصهيوني على غزة. و استمع الحاضرون الى عدة مداخلات من بينها كلمات تقدم بها رئيس المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي, عبد الحفيظ ميلاط, وعميد كلية العلوم السياسية بجامعة الجزائر 3, سليمان أعراج, حيث هنأوا الشعب الصحراوي بذكرى اعلان قيام الجمهورية الصحراوية. كما شددوا على أن ثبات موقف الجزائر "يجعلها تلعب دورا مهما في اسماع صوت الحق ودفاعها على القضيتين الصحراوية والفلسطينية, باعتبارهما مرتبطتان بتصفية الاستعمار". وحيا المتدخلون عزيمة الشعب الصحراوي و اصراره على مواصلة الكفاح لغاية استرجاع حقه غير منقوص. وفي ختام الندوة التضامنية تم تكريم عدد من السفراء وممثلي السفارات الحاضرين, نظير تضامنهم ودعم بلدانهم للقضية الصحراوية ولحق شعبها في تقرير المصير. كما تم ايضا تكريم عدد من المشاركين من عمداء الكليات وممثلين عن وزارة التعليم العالي ونخبة من الساهرين على العمل التضامني مع القضية الصحراوية.