تعد السيدة الزهرة بوجليدة من ولاية المنيعة مثالا للمرأة الناجحة التي يقتدى بها في شعبة تربية النحل التي برعت فيها حيث لم تثنها لا إلتزاماتها العائلية ولا المهنية من التكوين والاطلاع أكثر لتطوير موهبتها حتى أصبحت اليوم إحدى أبرز الأستاذات المكونات في هذا المجال وأهم مربيات النحل بالمنطقة. ومن خلال الاطلاع على الشهادات التي تحصلت عليها وكذا الجناح المصغر الخاص بتربية النحل بمقر عملها بمركز التكوين المهني "الشهيد بن شهرة عبد القادر" ببلدية حاسي القارة (المنيعة)، ندرك مدى اهتمام السيدة الزهرة بوجليدة ذات ال45 ربيعا بالنشاط الذي اقتحمته منذ عقد من الزمن، مما جعلها وجهة لمختلف التجار لاقتناء شراب العسل وكذا منتجات خلية النحل على غرار مواد التجميل الطبيعية وكذا المواد الصيدلانية. وفي معرض حديثها لوأج تروي لنا السيدة بوجليدة بداية نشاطها في تربية النحل الذي اكتسبته من أخيها الأكبر من خلال دعمه لها ومنحها العتاد الأولي اللازم وكان ذلك سنة 2014 حينها فكرت في إنشاء منحلة في مزرعة ببيت والدها، ومن خلالها تحصلت على بطاقة فلاح تحت نشاط استثمار تربية النحل وإنتاج العسل وتعمل حاليا على خلق مؤسسة مصغرة بغرض تسهيل عملية تسويق منتوجها إلى كافة المتعاملين الاقتصاديين من داخل وخارج الولاية فضلا عن استحداث مناصب عمل لفائدة عدد من النساء خصوصا المرأة الماكثة بالبيت والشباب على حد سواء. وترى محدثتنا أن المرأة الماكثة بالبيت بإمكانها الاستثمار في هذا النشاط الفلاحي كونه يتطلب جهدا بسيطا يمكن أن يدر أرباحا معتبرة من مبيعات العسل والمواد التي يتم إنتاجها من خلية النحل، على غرار صابون البشرة ومرطب الشفاه والشمع وغيرها من المواد التي تفوق 15 مستخلصا، مؤكدة أن تسويق هذه المواد سريع ومطلوب على نطاق واسع خصوصا إذا علمنا أن هذه المستثمرة تنتج ثلاثة إلى أربعة أنواع من العسل (عسل السدرة وعسل التمر وعسل الحمضيات وعسل الحلبة). ولعل من أبرز التحديات التي تواجه الزهرة بوجليدة هي الجفاف وارتفاع درجات الحرارة مع قلة هطول الأمطار والرياح، حيث أكدت في هذا الشأن أن الموسم الممطر تكون فيه مردودية عالية في الإنتاج مقارنة بالموسم الجاف والحار الأمر الذي يؤدي إلى موت النحل وقلة الإنتاج إذ قلصت هذه الحرفية نشاطها من 30 صندوقا إلى خمسة صناديق بسبب العوامل المذكورة فضلا عن عدم امتلاكها لقطعة أرض لتؤسس مشروعها الخاص كونها تعمل في مزرعة أبيها الصغيرة والتي قالت أنها لا تكفي لتوسيع هذا المشروع وتجسيد مشروع استثماري متمثل في منحلة نموذجية. وتعكف المتحدثة على تلقين هذه الحرفة لكل من يرغب في ذلك بصفتها أستاذة مكونة في ذات المجال بمركز التكوين المهني "الشهيد بن شهرة عبد القادر" ببلدية حاسي القارة أين تلقى على يدها زهاء 100 متربص من الطلبة المستفيدين من جهاز منحة البطالة تكوينا تطبيقيا ونظريا عبر ثلاث دفعات، حيث يسجل هذا التخصص إقبالا متزايدا موسما تلو الآخر، حسب قولها. وبالرغم أن بداية السيدة بوجليدة الزهرة في نشاط تربية النحل جاءت بالصدفة إلا أن فضولها وإصرارها زادها عزيمة على مواصلة الدرب وتحقيق مشروع خاص مكنها من اكتساب دخل إضافي يسد حاجيات عائلتها حيث تطمح لتمتلك مؤسسة مصغرة خاصة بإنتاج عسل النحل بكميات أكثر كونها نحالة محترفة بشهادة المصالح المختصة.