شكل موضوع ''زراعة دوار الشمس والذرة الحبية'' محور يوم تقني وتحسيسي لفائدة الفلاحين, نظم اليوم الأربعاء على مستوى المعهد التكنولوجي المتخصص في الزراعة الواحاتية بولاية توقرت. وفي هذا الإطار أوضحت المديرة المركزية بوزارة الفلاحة والتنمية الريفية , حنان لبيض أن هذا النشاط التحسيسي الإرشادي يأتي ضمن سلسلة الأيام التقنية حول متلف الزراعات الإستراتيجية ,سيما منها النباتات الزيتية تجسيدا للبرنامج المسطر من قبل الوزارة الوصية بهدف تحقيق الإكتفاء الذاتي و تقليص من فاتورة الإستيراد. وأشارت ذات المتحدثة , إلى أنه تم تسطير هدف لبلوغ ما يعادل 300 ألف هكتار من المحاصيل الزيتية إلى آفاق 2028 , مؤكدة " أن الدولة تعول كثيرا على الولايات الجنوبية لتجسيد هذا البرنامج الإستراتيجي , وذلك لما تتوفر عليه هذه المناطق من عقار فلاحي وموارد مائية هائلة , فضلا عن الكفاءات البشرية المؤهلة.'' ومن جهته أكد مدير المصالح الفلاحية بالولاية محمد الأمين حوحو " أن ولاية توقرت والتي تعد من بين الولايات السباقة في الإنخراط ضمن برنامج تطوير الزراعات الإستراتيجية سيما في شعبة الحبوب , تراهن على زراعة ما قوامه 1.000 هكتار من دوار الشمس والذرة الحبية خلال موسم 2024 - 2025 , حيث تم لحد الآن تجسيد أكثر من 60 بالمائة من الأهداف المسطرة." وأوضح في الشأن ذاته, أنه وبهدف دعم مثل هذه الزراعات وتشجيع الفلاحين للإنخراط فيها بشكل أوسع , إتخذت الدولة جملة من التدابير التحفيزية للراغبين في الإستثمار في هذه الزراعة وذلك من خلال ضمان التأطير والمرافقة التقنية اللازمة , فضلا على استفادة الفلاح من منحة مالية تقدمها الدولة بقيمة 3.000 دج عن كل قنطار منتج , كتحفيز له لتوسيع نشاطه في هذه الزراعة , إلى جانب إبرام إتفاقيات في إطار الزراعة التعاقدية مع متعاملين إقتصاديين لضمان تسويق المنتوج وتوجيهه نحو الصناعة التحويلية. وقدمت خلال هذا اللقاء التقني الذي أشرف على تأطيره خبراء ومختصين من المعهد الوطني للإرشاد الفلاحي و المعهد التقني لتنمية الزراعة الصحراوية , شروحات مفصلة حول هذا النوع من النباتات الزيتية والمسار التقني المرتبط بزراعته وغيرها من العوامل الكفيلة بتحقيق إنتاج كمي ونوعي في محصول دوار الشمس والذرة الحبية . ويمكن أن تتراوح مردودية الإنتاج ما بين 20 إلى 35 قنطار في الهكتار الواحد , مثلما شرحت من جهتها مديرة مزرعة البرهنة وإنتاج البذور بالمعهد التقني لتنمية الزراعة الصحراوية حليمة خالد. وأكدت في ذات السياق أن جميع التجارب التي جسدتها المحطة في هذا النوع من النباتات الزيتية عبر عدد من المستثمرات الفلاحية بولايات توقرت والمغير ,والوادي أعطت نتائج "جد مشجعة" وأثبتت أن المنطقة الصحراوية بطبيعة مناخها ونوعية تربتها تعد بيئة ملائمة لزراعة دوار الشمس والذرة الحبية , الأمر الذي من شأنه – مثلما اضافت-- أن يفتح آفاقا واعدة لتوسيع وتطوير هذه الزراعة الإستراتيجية بالمنطقة والإستثمار فيها.