أكد مشاركون في لقاء حول التراث والحضارة, السبت بالجزائر العاصمة, على أهمية نقل التراث الثقافي والحضاري للجزائر للأجيال الحالية من خلال تثمينه وتداوله. وفي مداخلة له تحت عنوان "الجزائر, أرض التاريخ والحضارة", على هامش الطبعة 27 لصالون الجزائر الدولي للكتاب (سيلا), دعا الأستاذ الجامعي, لخضر بولطيف, إلى اعتماد "رؤية مشتركة" محددة المعالم, لإعادة تأهيل التراث الثقافي والفكري الجزائري, المتوارث عبر مختلف الحقب التاريخية. وفي عرض تاريخي للمحطات والأحداث التي ميزت تاريخ الجزائر, سلط أستاذ التاريخ بجامعة المسيلة الضوء على إسهامات العلماء الجزائريين عبر التاريخ. وذكر أن الجزائر أنجبت واستقبلت علماء أجلاء, الذين برعوا في مختلف المجالات لاسيما الفقه والعلوم الاجتماعية, وتركوا بصمة واضحة في بلدان البحر الأبيض المتوسط وفي إفريقيا. من جانبه, أبرز أستاذ الأنثروبولوجيا, البروفيسور سليمان حاشي, ثراء الإرث الثقافي للجزائر والذي يمثل -كما قال- "إرثا مهما" للأجيال الحالية يكشف عن ثقافة وتاريخ عريقين. و يرى هذا الخبير والمدير الحالي للمركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان, أن الحفاظ على الممارسات والمعارف التقليدية ونقلها يمر أولا ب"وعي" مدني بالتراث الثقافي الجزائري, لأن هذا التراث, كما أوضح, هو "الشاهد الحي على تاريخنا العميق وثقافتنا وهويتنا". واختتمت الطبعة ال27 لصالون الجزائر الدولي للكتاب, التي افتتحت أبوابها يوم 6 نوفمبر, فعالياتها مساء السبت بقصر المعارض, بعد 10 أيام من العرض والأنشطة الثقافية المتنوعة, التي تم تنظيمها تحت شعار "نقرأ لننتصر" وهذا تخليدا للذكرى ال70 لاندلاع ثورة 1 نوفمبر 1954.