تشهد المحطة المعدنية "حمام ملوان" الواقعة بالمنطقة الشرقية لولاية البليدة إقبالا كبيرا خاصة في هذه الفترة الصيفية وما ميز منطقة المتيجة من شدة حرارة في الآونة الأخيرة . وقد فضلت العديد من العائلات التوجه إلى حمام ملوان عوض الشواطيء التي غالبا ما تعرف ازدحاما كبيرا يفسد متعة و حلاوة التنزه في نظرها. وتعد محطة حمام ملوان المعدنية قبلة سياحية وعلاجية على حد سواء خاصة أيام العطل و نهاية الأسبوع كونها تزخر بالإضافة إلى المياه المعدنية بمناظر طبيعية خلابة خاصة خلال هذه الفترة من السنة. كما تعتبر منطقة "مقطع لزرق" الواقعة بأعالي المحطة المعدنية قرة عين للسائحين الوافدين وحيث الاخضرار و التنوع البيئي الذي يمنح الزوار أوقاتا رائعة من الخلوة والهدوء. وتساهم هذه الثروة الطبيعية في جلب السياح مما يساهم في ازدهار اقتصاد المنطقة لا سيما بالنسبة لمؤسسة تسيير المحطة المعدنية التابعة للقطاع الخواص .كما يستفيد بعض السكان من بيع مواد استهلاكية و منتجات تقليدية للسياح حيث يقوم شبان و أطفال بعرض منتجاتهم المحلية مثل العسل و جبن الماعز و زيت الزيتون و الخبز المحلي "خبز الطاجين"و حلويات محلية و دجاج الخم "دجاج العرب"و غيرها من المنتجات التي تجود بها هذه المنطقة الجبلية. غير أن هذا الازدهار الاقتصادي الذي صاحب عودة السياحة العائلية إلى المنطقة رافقته بعض المظاهر السلبية في مقدمتها الإضرار بالبيئة بسبب التصرفات السلبية لبعض الزوار حيث تبقى السلطات المحلية مدعوة للتدخل لإنقاذ المنطقة من هذه "الاعتداءات البيئية"، حسبما أكد رب عائلة اعتاد على الاستجمام في حمام ملوان. وتنفرد بلدية حمام ملوان بموقعها الجغرافي المتميز حيث تقع في حوض طبيعي تحيط به جبال يكسوها غطاء غابي .ويجتازها مجرى وادي زادها رونقا وجمالا بعيدا عن ضجيج المدينة مما يجعل من هذه البلدية قطبا سياحيا بامتياز رغم بعض مظاهر الحرمان و نقص المرافق الضرورية. كما تلعب المحطة المعدنية لحمام ملوان منذ تاريخ إنشائها سنة 1920 دورا لاغنى عنه في تطوير الجانب الاجتماعي الاقتصادي للمنطقة ذات الصيت الوطني. وفضلا عن هذه المؤهلات السياحية الحموية الواعدة لمستقبل المنطقة في حال ما إذا توفرت الإرادة لاستغلالها فإن بلدية حمام ملوان تتوفر أيضا على إمكانيات فلاحية معتبرة لا سيما مع استتباب الأمن بها و عودة السكان إلى ممتلكاتهم و ممارستهم للنشاط الفلاحي الذي يشكل مصدر رزقهم. وفي هذا الصدد، يرى السيد ساحلي علي رئيس المجلس الشعبي البلدي لحمام ملوان أن بعث النشاط الاقتصادي واستقرار السكان المحليين يستلزم تضافر عدة عوامل أهمها وضع مخطط شامل للتهيئة السياحية و كذا برنامج للتنمية الريفية يأخذ بعين الاعتبار خصائص المنطقة.