أبهر معرض لأعمال الفنانة الشابة ميلودة عيساوي الذي تحتضنه دار الثقافة "عبد القادر علولة " لتلمسان من 5 إلى 14 أكتوبر الجاري الزائرين وخاصة المهتمين بالفنون التشكيلية بفضل مواهبها المختلفة في الرسم والصناعات التقليدية والشعر والكتابة. وقد استطاعت هذه الشابة البالغة من العمر 26 ربيعا وذات المستوى الدراسي المتواضع والقادمة من قرية وادي لخضر (دائرة أولاد ميمون) إبراز مواهبها الفطرية بالمواظبة في الفنون التشكيلية التي تعلقت بها منذ نعومة أظافرها بمطالعة الكتب المتخصصة لفنانين معروفين مثل سلفادور دالي وبيكاسو وغيرهما لكي تشق طريقها في عالم الفن. وتعكس اللوحات ال 35 المعروضة والمستوحاة من المدارس السريالية والتعبيرية والتجريدية أحاسيس مرهفة خاصة على صعيد الألوان والأشكال كما لاحظه بعض الفنانين الرسامين البارزين حضروا افتتاح هذا المعرض أمثال محمد بوزيان الذي أشار إلى أن هذه الشابة تتوفر على مؤهلات فنية كبيرة. كما تدل أعمالها التي أنجزتها على مدار عدة سنوات على صدق كبير الأمر الذي يبشر لها بمستقبل واعد إذا ما حظيت بتأطير جيد حسب العديد من الزائرين للمعرض. وتعرض بالمناسبة هذه الفنانة الشابة التي حازت على عدة جوائز خلال مشاركاتها المختلفة في مسابقات الرسم أشغالا يدوية أنجزتها باستعمال المواد البلاستيكية والخشب والقماش كالسفن الصغيرة الحجم وعلب للحلي وغيرها. وتتقن الشابة ميلودة أيضا فن النقش على الجبس حيث تعرض منتجات تزيينية في غاية الجمال. ولا تقتصر مواهب هذه الفنانة على هذه المجالات الابداعية بل تجيد كذلك كتابة المسرحيات التربوية التي تمنحها مجانا للفرق المسرحية التابعة للكشافة الاسلامية الجزائرية والمدارس مع إسهامها في صنع الإكسسوارات التي تتماشى مع موضوع كل مسرحية، حسبما أشارت اليه ميلودة عيساوي. ولهذه الشابة أيضا مشاركات عديدة في المسابقات الوطنية والدولية في الشعر حيث أوضحت بتواضع ينم عن موهبتها الواعدة "في بعض الأحيان أحول أفكار أشعاري الى لوحات فنية".