قد ترتفع الخسائر العالمية الناجمة عن الكوارث الطبيعية بثلاثة أضعاف لتبلغ 185 مليار دولار في نهاية هذا القرن حسبما أفاد بيان مشترك للبنك العالمي ومنظمة الأممالمتحدة. و أوضحت الوثيقة التي تحمل عنوان الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية : اقتصاد الوقاية الفعالة" أن التغييرات المناخية قد تزيد من ثقل هذه الخسائر من 28 إلى 68 مليار دولار في السنة فقط بالنسبة للأعاصير الاستوائية. أما فيما يخص الأشخاص المعرضين للعواصف و الزلازل في المدن الكبرى فقد تتضاعف عددهم إلى 5ر1 مليار شخص سنة 2050. و وصف التقرير سلسلة من الإجراءات الرامية إلى خفض عدد الوفيات و التدمير الذي قد تحدثه الكوارث الطبيعية مثل الزلازل و الأعاصير و الفيضانات (الإجراءات الوقائية و صيانة البنايات...). وبالنسبة لرئيس البنك العالمي السيد روبر زوليخ "يقدم هذا التقرير الأدلة الضرورية و الحجج المقنعة بشأن إمكانية البلدان التي هي من زبائننا الحد من هشاشتهم أمام المخاطر الطبيعية حتى تتمكن من ضمان تنمية مستدامة و مربحة". و أكد يقول في هذا الصدد "نحن و شركائنا من التسهيل العالمي للوقاية من الكوارث الطبيعية مستعدون لتكثيف الجهود من اجل مساعدة البلدان النامية على مواجهة هذا التهديد قصد ضمان الأمن و وسائل عيش السكان الفقراء". و حسب التقرير تم تسجيل 3ر3 مليون وفاة بسبب الكوارث الطبيعية بين سنتي 1970 و 2010 من بينهم زهاء مليون شخص لقوا حتفهم بسبب الجفاف في إفريقيا. و صرحت مارغاريتا واهلسروم الممثلة الخاصة للامين العام الاممي للتخفيف من أخطار الكوارث أن "هذا التقرير يأتي في الوقت المناسب عندما نعلم أن العديد من الكوارث حدثت هذه السنة مع الملايين من الأشخاص المتضررين في هايتي و الباكستان و الصين و الفيتنام و إندونيسيا و في أماكن أخرى". و أعرب عن أمله في أن "يساعد التقرير الحكومات على فهم أفضل للقيمة المضافة للسياسات الموجهة للتخفيف من المخاطر حتى يتسنى لها الاستثمار أكثر في الوقاية و ضمان حماية أفضل للسكان و ممتلكاتهم مستقبلا". و من جهة أخرى أشار التقرير إلى أن الخسائر المادية التي تم تسجيلها بين 1970 و 2008 قد بلغت 2300 مليار دولار ناجمة أساسا عن الزلازل و الجفاف مسجلا أن البلدان الفقيرة و ذات الدخل المتوسط هي الأكثر تضررا. و يدعو التقرير إلى تخصيص مزيد من النفقات لأنطمة الإنذار المبكرة خاصة التوقعات الجوية التي سجلت تقدما. و أضاف التقرير أن بلدانا قليلة تمكنت من الإستفادة من هذا التقدم بسبب التمويل غير الكافي الذي خصصته عدة حكومات لمصالحهم الجوية. و أكد أبروفا شانغي أحد المحررين الرئيسيين للتقرير انه بالنسبة للمستقبل أبرزت الوثيقة أن المدن التي تعرف توسعا و التغيرات المناخية ستؤثر في صياغة مخططات الوقاية من الكوارث مشيرا إلى أن "التقرير ليس متفائلا و لا متشائما بالنسبة للمستقبل". و أضاف أن "توسع المدن سيعرض المزيد من الأشخاص و الاملاك إلى الكوارث الطبيعية غير أن توسعها يعني نمو الدخل و بالتالي إمكانية تكيف الأشخاص و ان تفاقم الهشاشة ليس بحتمية خاصة إذا كانت المدن مسيرة جيدا. و ستكون هناك كوارث طبيعية حتى دون تغيرات مناخية. و يعد التقرير ثمرة سنتين من العمل قام به 70 خبيرا من مختلف التخصصات و المؤسسات لا سيما اقتصاديين و مختصين في الأحوال الجوية و جغرافيين و سياسيين و أخصائيين نفسانيين.