اعتبر خبراء امريكيون ان المقاربة الحالية للولايات المتحدة حول افغانستان توجد في نقطة حرجة و ان التكاليف المرتفعة للحرب في هذا البلد لا تتماشى و النتائج المسجلة. و يؤكد هؤلاء الخبراء من بينهم مساعد كاتب الدولة الاسبق ريتشار ارميتاج و مستشار الامن القومي السابق صامويل ار. بارجر في تقرير نشره نادي مجلس التفكير للعلاقات الخارجية انه "اذا كنا واعين بالتهديد الحقيقي الذي نواجهه حاليا فاننا بالمقابل واعون بتكلفة هذه الاستراتيجية اذ لا يمكننا القبول بهذه التكاليف الا اذا بدات هذه الاستراتيجية تسجل بعض النتائج". و حتى وان كانت مجموعة التفكير هذه تعطي دعما اضافيا للمجهود الحالي للولايات المتحدة في افغانستان ومنه مخطط السحب التدريجي للقوات الامريكية البالغ عددها 100000 جندي ابتداء من جويلية 2011 الا ان المجموعة تؤكد بالمقابل ان اعادة تقييم الاستراتيجية الامريكية في افغانستان المرتقبة في ديسمبر 2010 ينبغي ان "تتم بطريقة شفافة من اجل معرفة ما اذا كانت هذه الاستراتيجية فعالة". وإذا كان الامر غير ذلك فان التقرير يؤكد "بان انسحابا عسكريا واسعا سيتم و ان مهمة عسكرية امريكية مصغرة ستكون ضرورية". كما اشار هؤلاء الى ان "الولاياتالمتحدة ترمي الى منع افغانستان من ان تصبح قاعدة للجماعات الارهابية التي تستهدف الولاياتالمتحدة و حلفاءها و الى التقليص من خطر العودة الى الحرب الاهلية مما قد يؤدي الى زعزعة استقرار المنطقة". في هذا الصدد، ابرز فوج الخبراء ان هذا البلد يواجه تحديات "الفساد الشامل الذي يؤدي الى التمرد و ضعف الحكومة و عناد حركة طالبان الذين يغذون جوا من التهديد الذي تختلف اهدافها عن تلك التي تطمح اليها الولاياتالمتحدة". و يوصون في هذا الصدد بان على الولاياتالمتحدة ان تشجع الاصلاح السياسي و المصالحة الوطنية و الدبلوماسية الاقليمية. و تابعت ذات المجموعة تقول انه "يجب القيام بالاصلاحات السياسية بشكل يعطي اهمية الى اكبر قدر من المصالح الافغانية عوض ترك مسار المصالحة للرئيس قرضاي و محيطه الضيق كما ينبغي على واشنطن ان تشارك بشكل اكبر في توجيه المسار نحو اكبر قاعدة ممكنة". كما اوضحوا ان افغانستان مطالبة بان تضع استرايتجية اقتصادية تسمح لها بتوفير مناصب الشغل و المداخيل بهدف التقليص من تبعيتها للمساعدات الدولية. و في الاخير و من اجل الاستجابة لهذه الحاجة "فان على الولاياتالمتحدة ان تشجع الاستثمارات في القطاع الخاص سيما في استغلال الموارد الطاقوية و المنجمية المعتبرة التي تزخر بها افغانستان" و في مجالات اخرى مضيفين "ان الوقت و الصبر لهما حدود".