ركز المتدخلون في إطار فعاليات القافلة العلمية الثقافية التي بادرت بتنظيمها وزارة الشؤون الدينية والأوقاف و حلت اليوم الخميس بقسنطينة على دور الحركة الإصلاحية و صحافتها التي لعبت دورا بارزا في إشاعة الوعي الوطني والدفاع عنه. وأوضح المتدخلون بمناسبة هذه التظاهرة التي احتضنها قصر الثقافة مالك حداد أن تفسير القرآن الكريم الذي نشر في مجلة "الشهاب" التي كانت تصدرها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين كان يعالج القضايا الخصوصية الإسلامية والمطالبة باستقلال الأحوال الشخصية عن القوانين الفرنسية. وذكروا أن أبرز المقالات التي نشرت في تلك الفترة كان لها تأثيرا قويا على مثل مقال بعنوان "لمن أعيش" للشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس أجاب فيه أنه يعيش للإسلام و للجزائر. وأضافت المداخلات أن الشيخ ابن باديس كان عندما يشرف على افتتاح المدارس التعليمية و القرآنية التابعة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين يحث القائمين عليها على تناول الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية التي تدعو إلى حب الوطن و الدفاع عنه. واعتبر رئيس القافلة الدكتور بومدين بوزيد في هذا السياق أن الوعي بالمواطنة و الوطنية يقتضي "تعاون بين أئمة المساجد والباحثين الجامعيين و الأسرة الإعلامية". "هذا الثلاثي إذا استطاع أن يوحد رؤيته حول القضايا الكبرى المتعلقة بالهوية الوطنية مكننا من الذهاب نحو المستقبل بخطى صحيحة تحقق لنا ما يسمى اليوم مجتمع المعرفة" يضيف رئيس القافلة. وركز المتدخلون بالمناسبة كذلك على ضرورة "التزام" الخطاب المسجدي بالخصوصية المغاربية. كما تطرقوا إلى موضوع الفتوى في تاريخ الجزائر منذ الشيخ محمد الكباطي الذي نفته فرنسا في بداية الاحتلال إلى الشيخ أحمد حماني حيث كانت الفتوى ترتبط بمصالح الأمة معتبرين من جهة أخرى أن قضايا الفساد "تحتاج إلى فتاوى تلعب دورا إيجابيا في التنمية الوطنية وفي الدفاع عن الوطن" . واعتبر مشاركون في فعاليات هذه القافلة التي ضمت كذلك أئمة من ولاية أم البواقي أن هذه التظاهرة العلميةالثقافية استطاعت لفت انتباه المواطنين إلى تراث بلادهم الغني وكذا مد جسور بين الأئمة و الباحثين و وضحت عدة قضايا تهم الجميع في مجال دينهم الحنيف. و للإشارة فإن نشاطا مماثلا لهذه القافلة مبرمج اليوم الخميس بدار الثقافة امبارك الميلي بميلة قبل أن تتوجه -حسب ما أعلنه رئيسها- يوم 8 ديسمبر في مهمة مماثلة إلى ولاية بشار و الولايات المجاورة لها ثم في19 من نفس الشهر بولاية وهران لتليها تلمسان و معسكر على أن تختتم نشاطها في23 ديسمبر 2010 بولاية تيارت.