واصل المؤتمر الأول للمغتربين العرب يوم الأحد بالقاهرة بمشاركة كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية المكلف بالجالية الوطنية بالخارج السيد حليم بن عطا الله مناقشته لقضايا الجالية ودورها في التنمية في الدول العربية. ودرس المؤتمر الذي تنظمه الجامعة العربية لليوم الثاني كيفية تعزيز تواصل الجالية مع العالم العربى ودور منظمات المجتمع المدنى فى النهوض بالأوضاع العامة للجاليات العربية من مختلف الجوانب وكذا دور الجالية العربية في تعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات والأديان وايجاد إطار تنظيمى للمغتربين العرب. وقد تدخل الوفد الجزائري في العديد من المواضيع مبرزا في ورقته ان الجالية الجزائرية في الخارج هي وليدة ظروف تارخية حيث تشكلت نتيجة تراكمات بدات مع اولى الموجات من الجزائريين في منتصف القران 19 والقرن ال 20 نحو دول الجوار ثم تلتها موجات اخرى نحو فرنسا وذلك جراء سياسات الاستعمار القمعية بعدما تم نزع الاراضي من اهلها وسلب خيرات البلاد. وأشار إلى ضرورة اخذ بالاعتبار الهجرة الاخيرة للجزائريين نحو بلدان غير تقليدية التي بدأت في التسعينات من القرن الماضي بسبب الارهاب الذي ادى الى هجرة الطاقات والكافات التي كونتها الجزائر. وأكد الوفد الجزائري على ضرورة عدم استعمال الجاليات في الصراعات بين الدول وطالب من جهة اخرة الجامعة العربية باعداد خطة او دراسة تبحث الانعكاسات السياسية الاوروبية المشتركة فيما يخص الهجرة. وكان السيد حليم بن عطا الله قد اقترح في تدخله في أشغال يوم السبت انشاء مجلس استشاري للجاليات العربية في الخارج "كخطوة اولى يمكن ان تساهم في تحقيق الاهداف المرجوة". واشار بشأن مشروعي تأسيس مجلس وزاري عربي خاص بالجالية العربية في الخارج و انشاء بنك معطيات حولها الى ان الجزائر ترى من الضروري البدء في تقييم الوضع الحالي للجاليات العربية في العالم كمرحلة اولى للتوصل الى صياغة رؤية مستقبلية قبل بحث و مناقشة هذين المشروعين "وهو ما يتطلب منا كما اضاف، إيجاد سياسة مشتركة ترتكز في ذلك على التجربة الخاصة بكل بلد". وأبرز أن اقتراح الجزائر لمجلس استشاري يهدف ليس للاهتمام بالنخبة المغتربة فحسب بل بكافة أعضاء الجاليات العربية المقيمة في الخارج. وأكد المتدخل أن الجزائر ستعمل جاهدة على جلب الجالية العربية بالخارج خاصة منها تلك التي تتمتع بالخبرة قصد توظيفها و الاستفادة منها في خدمة مصالح البلدان العربية. كما ناقش المشاركون موضوع دور المغتربين العرب في نصرة القدس والقضية الفلسطينية حيث ركزت الورقة الفلسطينية على وضع المدينة المقدسة قبل عام 1967 ومساحة هذه المدينة وحدودها والبلدة القديمة ومحيطها والضريبة المفروضة على المقدسيين العرب وتسلسل بناء المستوطنات حولها وتفاصيل عن جدار الفصل العنصري وسياسة التهجير في المدينة. كما أشارت الورقة الى سياسة هدم المنازل الفلسطينية في القدس والوضع القانوني للمدينة وقرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بها. مبرزا الانتهاكات الدينية الإسرائلية بالإضافة إلى نظرة مستقبلية لواقع القدس. وشددت الورقة ايضا على ضرورة دعم الوجود الفلسطيني في القدس وإنعاش الوجود الشعبي والمؤسساتي ومواجهة سياسة التهويد الإسرائيلية الخطيرة.