'في هذه القضية الضحية تعرض لمحاولة قتل من قبل شخصين بعدما تكرم بنقلهما على متن سيارته، هذا الأخير الذي يشغل منصب عقيد بالحماية المدنية بالعاصمة، كان مصيره الرمي في منطقة خالية بحيدرة وهو فاقد للوعي وكل ذلك من أجل سرقة سيارته· حيثيات القضية تعود إلى تاريخ 12 مارس 2004، حينما أوقف الشابان (ع) و (م) الضحية ليلا بمنطقة قاريدي بالعاصمة، وطلبا منه نقلهما في طريقه نحو بن عكنون لملاقاة شخص، ولأن الضحية كان متجها نحو حيدرة وافق على نقلهما بسيارته من نوع ''هيونداي''، وفي تلك اللحظات حدث ما لم يكن في الحسبان حيث أقدم الشاب الذي كان جالسا خلف صاحب السيارة بإخراج سكين ووجه للضحية عدة طعنات أفقدته الوعي، ثم قام المتهمان بجره ورميه في منطقة معزولة بحيدرة، وأخذا السيارة وتوجها إلى مقر سكناهما بجسر قسنطينة، ولكن عند دخول أحد المتهميْن إلى المنزل في حوالي الثالثة صباحا وثيابه ملطخة بالدماء، شكت والدته في الأمر، رغم ادعائه بأنه تشاجر مع أشخاص اعتدوا على صديقه، فطلبت من الوالد تتبعه بعدما عاود الخروج حوالي الرابعة صباحا، ليتفاجأ الوالد بامتطاء ابنه لسيارة هيونداي، و لما سأله عنها إعترف له بجميع الوقائع، وهنا أقنعه الأب بتسليم نفسه رفقة صديقه لمصالح الأمن، فما كان من المتهميْن إلا الإلتقاء والتوجه إلى مصالح الأمن، لكن وربما لخوفهما الشديد، بمجرد وصولهما إلى مركز الشرطة لاذا بالفرار تاركيْن السيارة المسروقة، ليٌلقى عليهما القبض لاحقا· المتهمان، في جلسة المحاكمة بمحكمة جنايات العاصمة، إعترفا بالسرقة في حين أنكرا نيتهما قتل الضحية، مؤكدين أنهما ندما على فعلتهما بدليل محاولتهما تسليم نفسيهما، أما الضحية ورغم تعرضه لعجز قدر ب 15 يوما، فإنه لم يتأسس كطرف مدني في القضية، وبالتالي تنازل عن التعويضات· الجدير بالذكر، أن محكمة الجنايات سبق لها أن فصلت في القضية حيث أدانت الشابين ب 15 سنة سجنا نافذا لكل منهما، لكنهما طعنا في الحكم، ليلتمس لهما النائب العام عقوبة السجن المؤبد لارتكابهما جناية محاولة القتل العمدي والسرقة ليلا وبالعنف·