وضعت أمامه ''طبسي لوبيا''·· علّها تسخن قليلا من الجو البارد في الخارج وكذلك في داخل مكنوناته·· لكنه عبّر عن رفضه من هذه اللوبيا الساخنة وقال·· كرهت من هذه الحبوب التي تجبرني على أكلها يوميا؟ ضحكت من كلامه وقلت·· يا حماري الفظيع·· أنت تتكبر على نعمة الخالق·· والأكثر من ذلك أنت تتبطر على اللوبيا·· هل تعلم كم سعرها الآن؟ نهق عاليا وقال·· لا يهمني كم سعرها يا عزيزي·· المهم أني أريد التغيير قليلا من هذا الروتين؟ اندهشت من كلامه وضربت أخماسا بأسداس وقلت·· ''هم يضحك وهم يبكي''·· حمار يتبطر على اللوبيا و''الغاشي'' المسكين لم يجد ما يأكله؟ قال حماري مستنكرا كلامي·· أنت تتكلم فقط عن من يأكل اللوبيا لماذا لا تتكلم عن اللذين يأكلون اللحوم والشحوم والكافيار·· قاطعته ضاحكا وقلت·· إيه حمار وتعرف الكافيار؟ قال·· نعم أعرف الكافيار وأعرف كل المأكولات الأخرى التي لم أتذوقها طول حياتي·· قلت له·· أنت تريد أن تحدث انقلابا على الطبيعة·· إذا أكل حمار مثلك الكافيار فماذا يتبقى للأغنياء؟؟ قال·· الطبيعة هي التي انقلبت واختلط الحابل بالنابل؟ تركته يتكلم ونظرت إلى ''طبسي اللوبيا'' الذي كان أمامي وقد أصبح باردا أكثر من برد الطبيعة·· بسملت وحوقلت وأكلتها باردة·· أمري لله؟