في مختلف المنعرجات والتعرجات، هناك أزمة غرق عام، فمن السياسة إلى الثقافة إلى بداوتنا الاجتماعية، فإن صفة الشهيد تحولت إلى سلعة تقتات منها كائنات بشرية كلما تهاوت تماثيلها، عوى المتهاوي بأنه كان ضحية لمعركة بلا تأريخ ولا غبار ولا رباط خيل، فقط مرضى اجتماعيين أصابهم ''هوس'' أن نهاية دورهم، هو نوع من أنواع الاستشهاد الذي يحتاج لراوٍ وشهود ميتين ''طبعا'' يؤكدون أنهم كانوا مع صاحبنا حينما كان جواده يرفس يمينا وشمالا فيسقط بأف ألف أف .. في عالم السياسة، كثير هم من عثرت بهم ''عمامتهم'' لأنهم عجزوا عن تسيير أقرب المقربين إليهم وحينما سقطوا من على صهوة جيادهم في معارك إلكترونية كانوا جزءا من فصولها، طالبوا بحقهم في الشهادة، بعد أن يتهموا أطرافا خارجية، غالبا ما تكون السلطة، بأنها من كانت وراء استشهادهم في ساح ''الرحى'' لا ''الوغى'' رغم أنهم يعلمون كما نعلم أن أكثرهم لا يساوي قيمة الصفر في عمليتي ''جمع'' وطرح عاديتين.. صورة ''البالون'' المنتفخ بالهواء، لم تعد حكرا على السياسة فكما هناك مهووس بداء العظمة يدعى ''أنور مالك'' راح يفاوض الحكومة من جانب واحد لكي يتنازل عن قضاياه ضدها مقابل رأس أبو جرة سلطاني، فإن وباء ''انتفاخ'' البطن جراء تناول وجبات ''اللوبيا'' بكميات كبيرة وفي وقت ''القيلولة'' انتقل إلى الساحة الثقافية فكل من يتقيأ مجموعة أحرف يصبح محمود درويش وأي مساس بشخصه هو مساس بإحدثيات الكون وكم هي كثيرة تلك المواقع التي تجني فيها ''اللوبيا'' على آكليها..فتواضعوا أيها السادة فلا استشهاد إلا بمعركة ولا معارك اليوم إلا ملاحم أن ''اللوبيا'' فعلتها في بطون بعض قومنا..