استقبل المسرح الوطني الجزائري، محي الدين بشطارزي، أول أمس، فرقة مسرحية واعدة من الصحراء الغربية، لتقدم لجمهور مهرجان الجزائر الدولي في دورته الإفريقية مسرحية ''باب الفرج '' التي كانت نشيدا حزينا على احتلال، ولكن صادحا أيضا بأمل كبير متسلح بعزيمة النضال في التحرر والاستقلال· عرض ''باب الفرج'' الصحراوي كان بمثابة الصرخة المدوية في وجه الظلم والعدوان، وربما يكاد يكون العرض الوحيد الذي شهد تجاوبا منقطع النظير مع الجمهور الذي غصت به قاعة بشطارزي، ضم الأفارقة ضيوف المهرجان، اعتبارا بأن قضية الصحراء الغربية ما تزال صاحبة الصدارة فيما يتعلق بالاستعمار، وتكاد تكون أهم الحلقات لاستكمال القيم التحررية في القارة السمراء· وتصور مسرحية ''باب الفرج'' التي ألفها السالك علال الحبيب، وأخرجها للفن الرابع، عبد الله محمد المبيريك، ووقّع السينوغرافيا، علي أحمد أباد، تفاصيل المأساة التي يرزح تحت نيرها الشعب الصحراوي طيلة عقود مضت، ولا يزال تحت رحمة أو بطش المغرب في أقسى آلامها· ''ساربو'' هي تسمية الأرض المغتصبة المسلوبة حسب عرض ''باب الفرج''، وهي رمز أيضا لجغرافيا المقاومة والنضال ضد كل محاولات اختلاس الأرض، وطمس الهوية التي يعمد المحتل إليها لمحو كل الإرادات التحررية، وذلك عبر تصوير صراع محتدم بين الصحراويين والمغاربة مشاهد تعذيب وقمع وتشريد ومطاردة وجوع وأمراض· صراع كان من الناحية الدرامية مصعدا ربما بشكل مبالغ فيه على المستوى الفني، يبرره في النهاية وقع الاستعمار الفادح على النفس، ومرارة الظلم والقمع، ولذلك كان التصعيد على مستوى المضمون أو الرسالي السياسي موفقا لتبيان عمق وحجم السخط العارم على الاستعمار في ظل راهن مأساوي ما زال الشعب الصحراوي يعانيه إلى غاية اليوم· شارك في صناعة عرض ''باب الفرج'' مجموعة من الممثلين الصحراويين وهم داحة محمد، الناجم حسن قاسم، سيدي مصطفى بيرى، الرقيبي أعلى إبراهيم، السالك ديدو لعبيدي، السالك علال لحبيب، هناء سيداتي مور، مريم السالك لحبيب، نكور محمد يحيى، وردة عبد الله التالي، الحسينة سالم الداف، الكيطنة علال أرويس، مريم أحمد بن عيسى، حمد سيالم الداف، لمام رمضان العيد، أحظية حميدة محمد، الهيبة أمبارك محمد، لمرابط محفوظ أعلي، الداه محمد أمبارك والشيخ سلمى محمد إبراهيم· للإشارة، فإن عرض ''باب الفرج'' من الصحراء الغربية الذي يمثل التجربة المسرحية للشعب الصحراوي المناضل تحيل على تجربة الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني أيام كانت سفيرا فوق العادة للقضية الوطنية والثورة الجزائرية، وحركت وجدان العالم لنصرة الجزائر، واليوم تقتفي الصحراء الغربية الطريق نفسه للخروج من دائرة الاحتلال البغيض على أرض الجزائر·