حرب الزعامة تهدد بنسف بقايا تنظيم سليم الأفغاني نقلت، مصادر متطابقة، استنادا إلى شهادات تائبين سلموا أنفسهم إلى مصالح الأمن، مؤخرا، معطيات تؤكد ''اندلاع حرب زعامات حقيقية، في صفوف تنظيم حماة الدعوة السلفية'' الذي يتزعمه الإرهابي محمد بن سليم، المدعو سليم الأفغاني، المكنى، أيضا، أبو جعفر محمد السلفي، على خلفية ''بروز نزعة الجهوية بين عناصر التنظيم وانفراد مجموعة تنحدر من منطقة فورايا (ولاية تيبازة) بجملة من الإمتيازات والمعاملة التفضيلية، على حساب عناصر أخرى أصيلة مناطق متفرقة من البلاد''· عناصر حماة الدعوة السلفية ينقسمون إلى أنصار ومهاجرين؟ حسب معلومات متوفرة لدى ''الجزائر نيوز''، مستقاة من شهادات تائبين من عناصر التنظيم، إستفادوا، مؤخرا، من تدابير ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، تشير إلى أن ''تصدعات جسيمة تضرب، بأطنابها، صفوف بقايا تنظيم حماة الدعوة السلفية''، الذي يشهد تراجعا حادا في تعداده بعد الضربات الموجعة على يد قوات الأمن، بالإضافة إلى النزيف الذي تعيشه الجماعة، التي اختار الكثير من أتباعها التوبة والعودة إلى المجتمع يقينا منهم بضلالهم عن السبيل·· ويؤكد التائبون أن تنظيم سليم الأفغاني، بلغ به الشقاق الذروة، ما ينبئ بانفجار داخلي وشيك، بدليل ما أكدته ذات المصادر من ''انتشار التمييز على أساس الجهة والإنتماء الجغرافي بين عناصره''، إلى درجة أصبح فيها مبدأ الجهة والمنطقة له دلالات أفقدت التنظيم توازنه الداخلي· وأبعد من ذلك، أصبح أبناء منطقة (قورايا) ''ينفردون بامتيازات جعلتهم يُحِلِّونَ لأنفسهم ما هو محرم على غيرهم من أعضاء التنظيم المنحدرين من مناطق أخرى من الوطن''· والأخطر، إستنادا إلى إفادة التائبين، هو أن ''العناصر الإرهابية المنتمية إلى منطقة (قورايا) يطلقون على أنفسهم تسمية (الأنصار)، بينما يصفون بقية أفراد التنظيم، خاصة المجندين الجدد القادمين من منطقة مستغانم ب (المهاجرين)، وهو ما لم يستسغه هؤلاء''· زيارة الأهل·· هواتف نقالة·· وكل ما لذّ وطاب للأنصار·· ومن جملة الإمتيازات والمعاملات الإنتقائية التي يتمتع بها أبناء منطقة (فورايا)، دون غيرهم، ذكرت شهادات التائبين ''حسن معاملتهم، بالإضافة إلى تمكينهم من الإتصال بعائلاتهم عبر الهواتف النقالة، وحتى زيارة ذويهم، علاوة على حرية التنقل''· كما توسعت الإمتيازات، تقول ذات المصادر، لتشمل ''اختيار نوعية الطعام''!·تفشي هذه السلوكات المبنية على خلفيات جهوية محظة، وضع تماسك الجماعة في مرحلة حرجة، تشير المعلومات التي وصلت ''الجزائر نيوز'' إلى أنها تتميز بنزاع حاد وشرس بين أفراد قيادة جماعة حماة الدعوة السلفية، ما يوحي بمواجهة وشيكة بين قادة التنظيم· تنامي نزعة الجهوية وسطوتها، واعتمادها أسلوبا في التعامل بين قادة التنظيم وبقية عناصره، جعلت من الإرهابيين المنحدرين من مناطق أخرى يشعرون بالتهميش، بل والإهانة، أحيانا، تقول مصادرنا، التي كشفت عن غضب مجموعة تنحدر من منطقة مستغانم· مكي عبد القادر·· الدموي القادم من مستغانم وذكرت، مصادرنا، إسم الإرهابي مكي عبد القادر، الذي التحق بصفوف الجماعة، مطلع سنة 2007، وحسب معطيات قدمها التائبون، فإن مكي عبد القادر، المكنى ''عبد المغني''، المطلوب لدى مصالح الأمن، حيث يوجد محل بحث مكثف، إبن مدينة مستغانم، كان يشتغل بميناء المدينة قبل انضمامه إلى حماة الدعوة السلفية· ويجزم، التائبون، أن مكي عبد القادر، كان وراء عدة عمليات إرهابية، رفقة إرهابي آخر يدعى ''زواوي محمد''، واللذين كانا يتطوعان لتنفيذ هجمات إرهابية، حيث ذكرت، ذات المصادر، اقتراف الدمويين لعدد من الجرائم، أبرزها الكمين الإرهابي الذي استهدف دورية لعناصر الجيش الشعبي الوطني، في فيفري 2007، بمنطقة ''تيزي وين'' بولاية عين الدفلى، إلى جانب الهجوم الذي نفذته مجموعة إرهابية تحت إمرة ''مكي'' على حاجز أمني لعناصر الدرك الوطني بمنطقة بومدفع·· كما روى، التائبون، واقعة اغتيال مواطن بجبال شنوة، إلتقى مجموعة إرهابية بالصدفة، بينما كانت تعبر المنطقة باتجاه معقلها، حيث قررت قتل المواطن، بأمر من ''مكي''، خشية أن يبلغ مصالح الأمن عنهم· ولم تتوقف جرائم الدموي مكي عبد القادر، عند هذا الحد، حيث ذكر، التائبون، عدد من العمليات الإرهابية ضد وحدات الجيش والدرك الوطني بولايتي الشلف وعين الدفلى، بين سنتي 2007 و.2008 سليم الأفغاني يستلم جواز سفر؟ من جانب آخر، واستنادا إلى معلومات متطابقة تخص أمير تنظيم حماة الدعوة السلفية، بن محمد سليم، المكنى سليم الأفغاني، فإن هذا الأخير، يوجد في اتصالات متقدمة مع بعض السلطات، بغرض إقناعه بالعدول عن العمل المسلح والعودة إلى المجتمع· وتشير المعطيات المتوفرة أن سليم الأفغاني، الذي ربط الاتصال مع بعض الجهات المسؤولة عبر الأنترنيت، يكون قد طلب ضمانات ملموسة، لا سيما الحصول على جواز سفر وتأشيرة باتجاه إحدى دول الخليج أو المملكة المتحدة، وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن السلطات استجابت لشروطه، وقامت باستخراج جواز سفر باسمه، ويكون قد استلم، فعلا، الوثيقة التي ستمكنه من مغادرة البلاد·