استجابت الولاياتالمتحدةالأمريكية للطلب الجزائري فيما يخص نقل مقر التنسيق الأمني وقيادة القوات الأمريكية التي كانت بمالي إلى بوركينافاسو، وتضم لجنة التنسيق عدد من دول ساحل الصحراء الإفريقية وهي النيجر، مالي، بوركينا فاسو، موريتانيا، السينغال، تشاد، نيجيريا والجزائر كبلد ملاحظ، بالإضافة إلى دول أوروبية وهي فرنسا وإسبانيا وإيطاليا· كما أبدت الجزائر رفضا قاطعا انضمام كل من مصر والمغرب إلى هذا التحالف الإفريقي لمواجهة الإرهاب، بسبب إقامة مصر لعلاقات مع إسرائيل والمغرب حتى لا يتمكن هذا البلد الذي يعتبر محتلا للصحراء الغربية من التغلغل وتحقيق نفوذ عبر هذه البلدان الإفريقية· ويأتي الطلب الجزائري بنقل مقر التنسيق الأمني إلى بوركينافاسو بسبب مواقف مالي من قضية اختطاف الرهائن في الصحراء والمعارض لمواقف الجزائر وكذا بسبب النفوذ الفرنسي الكبير في مالي، كان أبرزها رضوخ مالي للطلب الفرنسي بالإفراج عن إرهابيين مقابل إطلاق سراح الرعية الفرنسي كماط، وهو ما أثار استياء الجزائر وعدد من الدول من بينها موريتانيا· فيما أكدت مصادرنا أن الجزائر ترفض المشاركة في هذه المناورات التي تنوي الولاياتالمتحدة القيام بها بصحراء الساحل لاحقا رغم الإلحاح الأمريكي المتواصل، وهي المناورات التي تضم 600 جندي أمريكي و150 عسكري من دول أوروبية ضمن الحلف الأطلسي بمعية 450 ضابط وصف ضابط في جيوش النيجر، مالي، بوركينا فاسو، موريتانيا، السينغال، التشاد ونيجيريا· تجدر الإشارة إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تعول كثيرا على الدور الجزائري في المنطقة، وهو ما يترجمه تصريح جايسون سمول نائب مدير مكتب شؤون غرب إفريقيا في وزارة الخارجية الأمريكية، عندما صرح أن أكثر الإشارات المشجعة لمواجهة الإرهاب بمنطقة الساحل الإفريقي هي المبادرة الإقليمية، الأولى من نوعها بحجمها ومضمونها، التي طرحتها الجزائر منتصف الشهر الماضي، عندما دعت إلى لقاء عُقد في العاصمة الجزائرية لبحث التنسيق الأمني في المنطقة بين 7 بلدان، هي إضافة إلى الجزائر: ليبيا، موريتانيا، مالي، النيجر، تشاد وبوركينا فاسو، واتفقت المجموعة حينها على عقد لقاءين إضافيين في الشهر الحالي، يشارك فيهما وزراء داخلية دول الساحل وقادة أركان جيوشها· ولم تحضر الولاياتالمتحدة اللقاء، أو تشارك فيه، إلا أن سمول أكد أن واشنطن ''مسرورة'' لأن بلدان المنطقة تتعاون للتصدي لخطر الإرهاب، وقال: ''هذا ما كنا نشجع عليه منذ البداية''·