حوّل بركان إيسلندا الذي أغلق المجال الجوي الأوروبي بشكل شبه كامل، مطار الجزائر الدولي إلى فندق حقيقي بسبب اضطرار العديد من المسافرين الجزائريين وغير الجزائريين إلى المبيت فيه بسبب إلغاء الرحلات من وإلى أوروبا واحتمال إعادة برمجتها على حين غرة، كما يوجد الجزائريون المقيمون بفرنسا في مقدمة المتضررين من تذبذب وانقطاع الرحلات· رغم أن حركة المرور أمام مطار هواري بومدين ليست بالمستوى المعهود من حيث الازدحام، إلا أن الأمر لا يظهر كذلك داخل المطار، طوابير لا تنتهي أمام وكالات الخطوط الجوية الإيطالية والبريطانية والألمانية وحتى الإسبانية بشكل أقل، في حين تعرف وكالتا الخطوط الجوية الفرنسية والجزائرية طوابير تضم السواد الأعظم من المسافرين، بسبب إعلان الألواح الإلكترونية تأجيل وإلغاء وإغلاق العديد من الرحلات من وإلى أوروبا، مما اضطر العديد من المسافرين الجزائريين إلى المكوث داخل المطارات حتى إذا تطلب الأمر المبيت، فهناك من الوكالات الدولية للطيران ما أوضحت لفروعها بالجزائر المدى الزمني المحدد لإعادة بعث نشاط ملاحتها الجوية، بينما لم توضح أخرى متى ستعيد فتح خطوطها الجوية· فيما يخص الوكالات الدولية الجوية لشمال إفريقيا، لم يسبق لأي واحدة منها أن أعلنت تعليقا لنشاطها، لكن -هذا حسب مصدر من الوكالة التونسية للطيران- لا يعني أنها لن تعلق رحلاتها في حالة ما إذا تغير مسار سحابة الدخان التي نجمت عن استعادة بركان إيسلندا لنشاطه· وأبرزت الألواح الإلكترونية، أمس، في مطار هواري بومدين، أن الخط الرابط بين الجزائر والقاهرة مفتوح، بينما أُلغيت كل الرحلات التي تقوم بها الوكالات الدولية للطيران من وإلى ليون بفرنسا والعاصمة البلجيكية بروكسل والعاصمة الفرنسية باريس· كما أعلنت المديرية العامة لمطار هواري بومدين عن إلغاء الرحلات المتوجهة إلى كل من العاصمة الإيطالية روما وجنيف بسويسرا· ومن بين أهم الأخبار السارة التي استقبلها، أمس، المسافرون المتوجهون إلى فرنسا هي إعادة فتح الخطوط الجوية الفرنسية والجزائرية على حد سواء، وإعادة نشاط الخط الجوي الرابط بين مارسيليا والجزائر، بعد أن كان مغلقا على مدار يومين، حيث قرر جانب كبير من الجزائريين والفرنسيين وغيرهما، الذين كانوا متوجهين إلى فرنسا سواء سفرا أو عبورا منها إلى دول مجاورة، تحويل وجهاتهم نحو هذه المدينةجنوبفرنسا على أمل أن يستقلوا قطارات سريعة أو سياراتهم برا داخل فرنسا أو نحو بلدان حدودية أو أخرى مجاورة· وسجل عدد من المسافرين أن الخطوط الجوية الجزائرية لا تقوم بتعويض المسافرين الذين يغيرون وجهاتهم في حالة كان سعر التذكرة أقل من التذكرة المحجوزة سلفا، بينما هم مطالبين بالمقابل بزيادة الدفع في حالة كانت الوجهة أرفع سعرا من التذكرة المقتناة عند الحجز الأول· هذا، وشهدت وكالة الطيران الألمانية ''لوفتنزا'' إلغاء كل رحلاتها، حيث توجه العديد من المقبلين على مدينة فرانكفورت إلى الخطوط الجوية الفرنسية أو الجزائرية من أجل الحصول على مقعد لقطع باقي المسافة إلى ألمانيا برا، حيث قامت الوكالة الفرنسية أمس على سبيل المثال عندما صادف وجودنا هناك، بتخصيص ما لا يقل عن 38 مقعدا جديدا لم يكن محجوزا تم فتحهم أمام المسافرين الراغبين في الوصول إلى فرنسا أو بلدان قريبة منها، لكن في نفس الوقت، أوضحت الشركة الألمانية للطيران ''لوفتنزا'' أن رحلاتها نحو فرانكفورت ملغاة لمدة 24 ساعة فقط مقارنة بالتقديرات التي أجرتها مصالحها حول اتجاه السحابة البركانية الأوروبية على أن يطرأ عليها تغيرا محتملا بالاستناد إلى تغير المعطيات الجوية، وعلى رأسها الرياح التي توجه السحابة· هذا، وبقت كل من الخطوط الجوية نحو مدريد واسطنبول والدار البيضاء المغربية مفتوحة على ''بريتيش ايرويز'' إلى غاية 26 أفريل الجاري دون أن تعلن عن إمكانية فتح الخط في حالة تحسن الرؤية والملاحة الجوية· كما فتحت إسبانيا جزئيا خطوطها من الجزائر وذلك عبر برشلونة، بينما بقي خطا مدريد وأليكانت مغلقين إلى أجل غير مسمى، حيث تنسق كل الوكالات مباشرة مع المديرية العامة للمطار الدولي الجزائري ووكالة الخطوط الجوية الوطنية على مدار الساعة· ''هواري بومدين'' يتحول إلى فندق الدفع فيه ''بالسوسبانس'' وليس بالمال يقول عبد النور وهو طالب جزائري ببريطانيا قادم من باتنة بأنه ليس بإمكانه أن يبرح مكانه حتى ولو كان غلق خطه الجوي سيدوم أسبوعا كاملا ''فأنا ليس لدي إمكانيات مالية من أجل الحجز على متن خطوط أخرى أو إجراء عبور عبر بلدان قريبة من بريطانيا من خلال خطوط مفتوحة، وأنا مضطر إلى الانتظار هنا داخل الفندق لأن المعطيات قد تتغير بين الحين والآخر''· ويقول زوج رفقة طفلين قدما من قسنطينة وهما متوجهان إلى ألمانيا، حيث يقيمان ويعملان، بأنهما مضطران إلى المكوث في المطار إلى غاية أن يطرأ الجديد على رحلتهما و''ليس بالإمكان العودة إلى قسنطينة في ظل احتمال فتح الخط بين الفينة والأخرى''· بالنسبة لعمي أحمد القادم من الجزائر العاصمة والمتوجه نحو فرنسا ''حتى مع وجود خط مارسيليا الجوي مفتوحا ليس بإمكانه السفر كون وضعه الصحي لا يسمح له بإكمال باقي المسافة من مارسيليا إلى باريس برا''، وبالنسبة له على الأقل باستطاعته العودة إلى منزله بالرويبة، بينما يبقى ابنه عبد الجليل على اتصال دائم بما يجد من جديد على مستوى خط باريس، حيث سيتلقى والده العلاج بإحدى مستشفياتها· هذا، وأكد العديد ممن تحدثت معهم ''الجزائر نيوز''، أمس، خلال جولتها بالمطار أن العديد من المصالح العامة والخاصة لعدد من الجزائريين رهنها ما تسبب فيه البركان الإيسلندي على مستوى الملاحة الجوية الأوروبية· بالنسبة للصينيين الذين غص بهم بهو المطار، فقد كانوا أكثر حظا من بين مسافري دول العالم الأخرى، حيث فتحت الخطوط الجوية، أمس، فقط الخط الرابط بين العاصمة وبكين، وبدأت التسجيلات على متن الرحلة في حدود الساعة العاشرة صباحا على أمل أن تقلع الرحلة في حدود الواحدة زوالا· برنامج الجوية الجزائرية المعلن إلى غاية أمس هذا، واستأنفت شركة الخطوط الجوية الجزائرية البارحة رحلاتها تجاه عدة مدن انطلاقا من الجزائر العاصمة، قسنطينة، وهرانوبجاية، حيث تعلم الشركة الوطنية جميع مسافريها باستئناف الرحلات نحو الوجهات التالية عقب إعادة فتح المجال الجوي بجنوب أوروبا جزئيا: انطلاقا من الجزائر العاصمة: الجزائر - تولوز - الجزائر المبرمج على الساعة 9و35 دقيقة بالتوقيت المحلي الجزائر - مارسيليا - الجزائر: الساعة ال 10 صباحا الجزائر - روما - الجزائر: الساعة 10و40 دقيقة الجزائر - مارسيليا - الجزائر: الساعة ال 11 صباحا الجزائر - بكين - الجزائر: الساعة 13و50 دقيقة الجزائر - برشلونة - الجزائر: الساعة 16و45 دقيقة انطلاقا من قسنطينة قسنطينة - نيس - قسنطينة: الساعة 7و55 دقيقة قسنطينة - مارسيليا - قسنطينة: الساعة 12و15 دقيقة انطلاقا من وهران وهران - مارسيليا - وهران: الساعة ال 9 صباحا وهران - مارسيليا - وهران: الساعة 9و25 صباحا وهران - تولوز - وهران: الساعة ال 9 صباحا وهران - مارسيليا - وهران: الساعة 12و45 دقيقة وهران - أليكانت - وهران: الساعة 14و45 دقيقة انطلاقا من بجاية بجاية - مارسيليا - بجاية: الساعة 9و30 صباحا تجدر الإشارة إلى أن الشركة الوطنية أعلنت أن الاضطرابات التي عرفتها حركة الملاحة الجوية بسبب عبور سحابة رماد أفرزها بركان بإيسلندا استمرت البارحة على جزء كبير من القارة الأوروبية، غير أنه كان من الممكن ضمان نصف الرحلات المقررة، أمس، بأوروبا حسب الاتحاد الأوروبي، مثلما جاء في بيانها· وبالنسبة لفرنسا، فإن أغلبية مطاراتها تبقى مغلقة إلى غاية اليوم الثلاثاء على الساعة السابعة صباحا على أقل تقدير شمال خط نيس - بوردو، في حين تم فتح المطارات الواقعة بالجنوب والجنوب - الغربي، أول أمس الأحد· أما بإسبانيا فقد تم فتح جميع المطارات صباح، أمس الاثنين، علما أن 17 مطارا منها بمنطقة الشمال والشرق تم غلقها مؤقتا، أول أمس الأحد، بيد أن مطار مدريد - براخاس لم يغلق·