افترش حماري الأرض وقرر ما كان مخططا في دماغه الفارغ·· وكل هذا خوفا من الزلزال الذي لا يريد أن يهدأ·· تكلمت معه من ''البالكون'' وقلت له·· اصعد إلى البيت وكفاك من الفضائح·· الارتدادات بعيدة علينا·· وأنت ''داير سينيما'' أمام الجيران بفرشتك هذه فوق الطروطوار·· لم يجبن·· واستغرق في قراءة الجرائد وكأنه في فندق خمس نجوم·· حملت نفسي ونزلت إليه خوفا من كلام الناس·· الذين سيطلقون الثرثرة لألسنتهم وينسجون قصصا عن خلافات بيني وبين حماري·· خاصة خالتي الطاوس التي تتبع بدورها كل أخبار الغاشي وتزيد وتنقص فيها على حسب مزاجها اليومي·· قلت له·· يا حماري ''اخزي الشيطان'' حافظ على منظرك أمام الناس·· كيف لك أن تبيت في هذا الشارع؟ نهق عاليا·· ولم يعر كلامي أي اهتمام وقال·· قلت لك ألف مرة أني لا أريد أن أموت موتة الكلاب؟ ضحكت من كلامه وقلت·· وهل أنت أفضل من هذا ''الغاشي'' الذي يموت تحت الركام؟ الأعمار بيد الله يا حماري·· قال ساخرا·· يا أخي ضاقت بي الدنيا·· وضاقت بي الجدران·· وضاق بي البلد·· كرهت ومليت·· حاب تخرج من جلدي·· قلت له·· كلنا ''كيف كيف'' ولكن لا حل·· لا حل··