لم يلزمك أحد بأن تتكلم فيما لا تعلم، ونحن لا نعلم أنك زرت البقاع المقدسة أو رافقت الحجاج، فمن أوحى إليك إذن أن تتكلم عن (فضائح بعثة الحج)؟ في عدد المساء الصادر في 17 يناير 2008· يبدو أن مرجعك الوحيد هو ما أشرت إليه من كلام "الصحف الوطنية"، ولكن هل حكايات الصحف التي تكلمت عنها حقيقة مطلقة أو قرآن منزل؟ قديما قالوا إذا كنت ناقلا فالصحة أو مدعيا فالدليل وهذا الإفك الذي جئت به إدّعاء بدون إثبات· إن روايتك عن "الحجاج الميامين" مصدقة إذا أحضرت عشرة منهم وشهدوا لك، ليس شهادة إجمالية ولكن أن تكون الشهادة بالتفصيل، لأن البعثة الوطنية تمتلك التسجيل الاكتروني لمسار كل حاج بالتفصيل منذ ركوبه الطائرة متوجها إلى البقاع المقدسة إلى ركوبه الطائرة عائدا بالسلامة وبحج مقبول إن شاء الله إلى أرض الوطن· أما الراية الجزائرية التي لم يشاهدها مصدرك الموهوم، فإنهم صوروها ونشروها في جرائدهم ولكنهم لم يروها، ليس لأنها غائبة وإنما لأن بعضهم لا يريد أن يراها· أما خدمات البعثات الإسلامية التي أشدت بها فإنك لم تذكر مصدرك، ولا نعلم أنك نزلت ضيفا على إحداها حتى تشهد على خدماتها، وتقارن بينها وبين خدمات بعثتنا وكلامك حينئذ من ضروب الإفك والبهتان· إن وصفك لأعضاء البعثة الوطنية "بالاسترزاق" لا يكتبه إلاّ صاحب قلم قد انغمس في هذه المهنة المشينة، وإلا فإنهم قد أدوا مهمتهم بشرف، وبدون امتنان، وما دفع لهم من تعويض خدمة لا يتجاوز 20% مما يستحقونه بحكم القانون·· لقد تعبوا وتغربوا في خدمة إخوانهم من ضيوف الرحمن، وكفاهم شرفا أنهم قاموا بما طلب منهم محتسبين أجرهم عند الله· أخيرا فإن توصيتك للديوان الوطني بعد تنصيبه بإذن الله فلا نظن أنه يمكن لهذا الديوان أن يستفيد منها إذا كانت مصادرها هي نفس المواقع التي تصدر أنت عنها· خلية الإعلاموزارة الشؤون الدينية أولاً: استسمح القراء الكرام على نشر رد خلية الإعلام بوزارة الشؤون الدينية حرفيا، حتى يطلعوا على اللغة التي تخاطب بها الوزارة الصحافة الوطنية والمواطنين على العموم ولهم الحكم على ذلك· أما فيما يخص هذا المجهول الذي يتخفى وراء توقيع "خلية الإعلام"، فنقول له أنه لا يحق لك، كفاك تنطعاً ووصف ما يكتبه غيرك ب "الهُراء"، لأن الذي تعود على الهراء في بياناته هو الذي يصف الآخرين بما فيه من عيوب، وكل إناء بما فيه ينضح واعلم أن الحقيقة التي تشكك فيها ليست وليدة اليوم، بل للأسف تتكرر مع كل موسم حج، وإذا أردت أن أُطلعك على مصادري فهم الزملاء الصحفيون (من الذين أحترم كتاباتهم ولا أعتبرها هراءً) الذين زاروا البقاع المقدسة وأدوا فريضة الحج إيمانا واحتسابا هذا الموسم ومواسم سابقة، وكذلك الحجاج الميامين من الأهل والأقارب والجيران وحتى سكان الحي الذين استاءوا من الخدمات·· ولا أظن أن يكونوا كلهم على ضلالة وتكون أنت على حق!· ثم أن هذا ليس أمراً خفيا، بل يعلمه العام والخاص وإن كانت لك الشجاعة فاجْر استطلاعاً للرأي حول الموضوع وسترى العجب الذي لا تريد أن تُبصره· وإذ نؤكد أننا لم نعمم عندما ذكرنا بعثة الحج، حيث قلنا بصريح العبارة "إلاّ من رحم ربك"· فإننا نجدد أملنا ألا يُختار للديوان الوطني للحج أناس من أمثالك وإلا كانت الكارثة· فليس عيبا أن ننصح (وهذا دور الصحافة) باختيار الأمثل ومن تتوفر فيهم الشروط والمؤهلات لخدمة الحجاج وتشريف الجزائر· وأخيراً، لأنني لا أريد أن أطيل، أقول لك إنني أعتزبكوني مواطناً جزائرياً قبل أن أكون صحافياً، وأختم بسؤالي: لماذا لم تخاطبوا الصحافة الخاصة بمثل هذه اللهجة، بعد نشرها كل الفضائح؟ أم أنكم تحاولون "الاسترجال" على الصحافة العمومية،، لكن هيهات؟!