تطرقت ''الجزائر نيوز'' في هذا الاستطلاع الذي قادها إلى مختلف محلات بيع الأشرطة الغنائية لأهم الأغاني الرياضية التي تصنع المشهد الفني الجزائري خلال نهائيات كأس العالم، حيث لمسنا التراجع الذي تشهده الأغنية الرياضية بعد تأهل ''الخضر'' إلى كأس العالم، إلى جانب مشكل القرصنة الذي يهدد محلات بيع الأشرطة وسيطرة ''المستديرة'' على أذهان الفنانين الجزائريين في مختلف الطبوع الغنائية والفكاهية، بالإضافة إلى نوعية الأغاني الرياضية الموجودة في السوق الجزائرية· تراجع في الإقبال على الأغنية الرياضية بعد التأهل إلى كأس العالم خلال جولتنا الاستطلاعية التي قادتنا إلى مختلف شوارع العاصمة، حيث اطلعنا على أحدث مستجدات سوق الأغاني الرياضية التي اكتسحت الساحة الفنية الجزائرية بقوة، خصوصا بعدما أعاد رفقاء زياني الأمل إلى الكرة الجزائرية بعد الأمجاد التي صنعتها في الثمانينات أي قبل ثلاثين سنة· وبعودة المستدرية محبوبة الجماهير إلى الواجهة في الملاعب الجزائرية والعالمية، عادت الأغنية الرياضية، بدورها، إلى الساحة الفنية بعد غيابها الكبير منذ ''جيبوها يا لولاد'' التي تغنت بها فرقة ''البحارة''، لتظهر في وصلات صغيرة من خلال الأغاني التي تتغنى بمختلف الفرق الوطنية من وقت لآخر ·· لكن بعدما اجتاز ''محاربو الصحراء'' عتبات التأهل إلى مونديال 2010 بعد غياب طويل، حلت عقدة لسان كُتاب الكلمات والشعراء الذين تفننوا فيما لا يعد ولا يحصى من الأغاني الرياضية بمختلف أشكالها وألوانها في مختلف الطبوع الغنائية الجزائرية، فأصبح مغنو الراي يتغنون بالفريق الوطني كما هو الحال بالنسبة لمطربيي الأغنية القبائلية والسطايفية والشعبية وغيرها·· وقد شهدت الأغنية الرياضية في الجزائر ذروة الانتاج مع اقتراب موعد المقابلة المصيرية التي جمعت الفريق الوطني بالفريق المصري على مرحلتين، فأصبح الجميع يتغنى ب ''الخضرا'' ·· لكن ما لاحظناه من خلال حديثنا مع باعة الأقراص المضغوطة هو تراجع عدد المقبلين على شراء أشرطة وأقراص الأغاني الرياضية، خصوصا بعد الفوز على المنتخب المصري في ''معركة أم درمان''، وذلك بعد تراجع عدد الفنانين الذين يغنون ب ''الخضر'' واقناعتهم بما وصل إليه الفريق الوطني، وكذا اكتفاء الزبائن ببعض الأغاني التي يعرفونها قبل انطلاق مقابلات كأس العالم· ''الديوهات'' الرياضية ·· عندما تحتضن ''المستديرة'' مختلف الطبوع الجزائرية ما يلفت الانتباه من خلال الأغاني الرياضية التي يقبل عليها الزبائن في محلات بيع الأشرطة الغنائية هو تلك التي تجمع بين فنانين أو أكثر، حيث يحب الجمهور الجزائري تلك الأغاني التي تمزج بين أغنية الراي وأهازيج المناصرين الخاصة ب ''محاربو الصحراء'' في ألبومات مثل التي جمعت بين فرقة تورينو ميلانو مع الشابة صونيا وبين سوسو والياس وأمين، والديو الذي جمع بين بلال ميلانو مع الشابة سيليا وذلك الذي جمع الشاب محفوظ مع صونيا، وكذا الديو الذي ضم الشاب يزيد مع رزيقة فرحان في الأغنية القبائلية ·· وغيرها من الديوهات التي تجمع بين أكثر من فنان في طبوع أخرى مثل الشعبي والسطايفي والشاوي وحتى الصحراوي، وهي الأغاني التي يفضلها الجمهور الذي يفضل الاستماع إلى طابعين فنيين في أغنية واحدة· سكاتشات وألعاب فيديو حول ''الخضر'' وقفنا خلال هذه الجولة الاستطلاعية على انتقال حمى المونديال من المطربين الجزائريين في مختلف الطبوع إلى الممثلين الفكاهيين، حيث نجد أشرطة ''دي في دي'' كوميدية لفنانين جزائريين متخصصين في هذا المجال على غرار ''حزيم'' وغيره من الفنانين، حيث تصور إحدى السكاتشات بطريقة فكاهية كيف عاشت بعض العائلات الجزائرية الساعات الأخيرة قبل تأهل رفقاء زياني إلى المونديال، وتصور مشاهد تعكس الواقع الذي عاشه الجزائريون خلال المباراة التي جمعت بين المنتخب الجزائري والفريق المصري في مقابلة التأهل إلى المونديال، بطريقة فكاهية جسدتها مجموعة من الفنانين الجزائريين، كما يظهر بعض الفنانين الفكاهيين أيضا من خلال كليبات لبعض الأغاني الرياضية لإعطاء صورة ظريفة للكليب وجلب اهتمام المعجبين بهم ·· ولم يتوقف ''الخضر'' عند الهام وخيال المغنين والممثيلن وتحفيزهم فقط، حيث انتقلت العدوى إلى صناع ألعاب الفيديو التي توفر مباريات تجمع بين الفريق الوطني وفرق أخرى مع ظهور اللاعبين الجزائريين المحبوبين في الوسط الجزائري من صغير المناصرين إلى كبيرهم· القرصنة كعادتها تهدد أصحاب المحلات: وأقراص مضغوط بجميع الأغاني ب 100 دج إشتكى العديد من باعة الأشرطة الغنائية من ظاهرة القرصنة التي تهدد سلعهم من أشرطة غنائية أصلية، فبدل من أن يلجأ الزبون إلى شراء قرض مضغوط ب100 دج أو ''دي في دي'' ب150 دج من المحل، يفضل، حسب ما أكده أصحاب المحلات، إقتناء الأشرطة من باعة الطرقات حيث يحصل على ''سي دي'' ب 50 دج أي بنصف الثمن الذي يقتنيه به من محل بيع الأشرطة، ومعظم الناس يفضلون شراء أشرطة تضم جميع الأغاني الرياضية المتداولة في الساحة الفنية في قرص ''3mp'' ب 100 دج فقط وقد يضم أكثر من 100 أغنية رياضية بدلا من عشرة أغاني فقط يقتنيها بنفس السعر· ويرجع هذا المشكل إلى خروج ممارسات القرصنة عن سيطرة المسؤولين واستمرار الزبائن في طلبها إقتصادا للأموال، فالمواطن الجزائري يفضل أن يشتري قرصا مضغوطا واحدا يضم كل الأغاني التي يفضلها بدلا من أن يقتني عددا كبيرا من الأشرطة من أجل الاستمتاع بأغنية مفضلة في كل شريط، ولا ينظر إلى نوعية القرص· أغاني بكل اللهجات وبكل اللغات ما يسترعي انتباهك عند الاطلاع على عناوين الأغاني الرياضية التي تغزو السوق هو تلك العناوين التي تشترك في استعمال كلمة ''الدزاير'' و''لالجيري'' و''وان تو ري'' في معظم الأغاني، فهذه أغاني بالعربية ''بلادي ساكنة في قلبي'' وعبارات تمزج بين الفرنسية والعربية وحتى الإنجليزية والإسبانية، فنتج عن هذا المزيج ''ألي فيفا لا لجيري'' و''أفريك دو سود ما نوليش'' و''ما تحفروش بالعين لي زالجيريان واعرين'' و''باسبوري واجد البيي وكابتي'' و''هاذو ولاد بلادي'' و''الله ·· الله يا بابا أحكيلي على الخضرا'' و''فريقنا بروفيسيونال'' و''ألجيري فور'' و''أنت عمري أنت ما في'' و''لالجيري دمي'' و''لا جوناس'' و''علامنا يبقى عالي'' و''علقو لعلام في البالكون'' و''معاك يا الخضرا'' ·· وغيرها من الأغاني بمختلف اللهجات الجزائرية واللغات العالمية·· المهم في كل هذا أنها تتغى بالجزائر و''الخضر''· ''يا لولاد ديرو حالة'' ·· دائما وأبدا مهما اختلفت الأجيال ''جيبوها يا لولاد ·· يا لولاد ديرو حالة'' ·· من بين الأغاني التي خلدت في الساحة الفنية الجزائرية رغم مضي ما يقرب ثلاثين من سنة من صدورها حيث تغنت فيها فرقة ''البحارة'' ب ''الخضر''، وعادت إلى الواجهة بعدما أعاد أشبال سعدان الفرحة إلى قلوب الجزائريين بفضل تأهلهم إلى مونديال جنوب إفريقيا، ولازالت الأغنية المطلوبة دائما في محلات بيع الأشرطة والأقراص الغنائية، خصوصا بعدما تم إعادة أدائها من طرف نخبة من الفنانين الجزائريين إلى جانب الفنان صادق الجمعاوي من فرقة ''البحارة''، وهي الأغنية التي تعود دائما للإحتفال بأمجاد كرة القدم الجزائرية عبر مختلف الأجيال·