تتسابق الشركات الرياضية فيما بينها لغرض ترويج منتجاتها وبالأخص أثناء مباريات كأس العالم، والذي يعد الأكثر لفتا للأنظار، ومن بين المنتجات، هذه الكرات التي تتعدد تصاميمها من مونديال إلى آخر، وتعد شركة ''أدي داس'' الراعي الرسمي لمعظم المنتخبات المشاركة في المونديال، ولكنها احتكرت ومنذ مونديال 1970 بأن تكون هي المتخصصة في تصميم الكرة· كل بطولة يتم إطلاق تسميه جديدة على الكرة المتفق عليها مع تصميم جديد، وقد تنوعت التسميات والألوان لكل كرة يقع الاختيار عليها في كل بطولة لكأس العالم، ومع ختام منافسات كأس العالم للأندية، ظهرت كرة جديدة وحديثة، و(بموديل) عصري قد يلقى النجاح في المستقبل القريب، حيث تم استخدام (الكرة الذكية) أو كليفر بول، التي وضعت بداخلها شريحة إلكترونية، ما أن تتجاوز الكرة خط المرمى، إلا ويظهر مؤشر عند حكم المباراة الذي يرتديه بيده على شكل ساعة يدوية، وبذلك تلغي الجدل والخلاف حول اجتياز الكرة بكامل محيطها لخط المرمى· وقد لاقت الكرة الذكية استحسان ورضا كل من داعبها وحتى الحكام أنفسهم، لتكون مرشحة بقوة لمداعبة لمسات النجوم في مونديال ,2010 كما أن الاختراع الجديد أعاد إلى الأذهان الجدل الذي لا يزال لغاية الآن حول هدف اللاعب الإنجليزي جيف هيرست في مرمى ألمانيا في نهائي كأس العالم ,66 والذي ظل مشكوكا بصحته ليومنا هذا لدرجه أن اختراع الكرة الذكية ظهر مع دعاية وبوستر عملاق لتلك الحادثة لتفتح سجلا قديما ما قبل أكثر 41 عاما، حين سدد هيرست في الوقت الإضافي كرته التي ارتدت من العارضة ولامست خط المرمى وأعلنت عن هدف لإنجلترا ليكون هيرست أول لاعب يسجل هاتريك في نهائي كأس العالم في المباراة التي انتهت 4 - .2 البداية كانت مع انطلاق مونديال 1970 في المكسيك، وحينها أطلقت تسميه تيلستار دولاست، وتعني أننا لن نكسر أو لن نفترق، وقد تم تصميمها ب 32 قطعة من الجلد، التي تلونت بالأبيض والأسود، وقد حافظت الكرة على تصميمها حتى في مونديال ألمانيا 1974 مع فرق بسيط بتوسط عبارة ''أدي داس'' باللون الذهبي· وفي مونديال الأرجنتين 1978 تغيرت ملامح الكرة من حيث مظهرها الذي تغير من الرقع الخماسية الأضلع السوداء والبيضاء إلى بيضاء غلب عليها شكل المثلث أسود اللون، يشكل التقائها مع بعضها البعض دائرة بيضاء وأطلقت عليها تسميه التانغو روزيريو، وهي من الرقصات الأرجنتينية المعروفة، ومن هنا أيضا جاءت تسمية منتخب التانغو بالنسبة للأرجنتينيين الذين تراقصوا بالكرة وخطفوا أول لقب لهم، ونظرا لتقارب الموسيقى والرقصات الإسبانية مع بعض دول أمريكا الجنوبية، أطلقت تسمية تانغو إسبانية في مونديال 1982 الذي احتضنته إسبانيا، فظلت الكرة محافظة على مظهرها الخارجي، لكن هذه المرة التانغو خذلت الإسبان ووقفت إلى جانب إيطاليا، ثم عادت الكرة مرة أخرى إلى المكسيك في عام 1986 وتم إطلاق تسمية الأزتيك وهي كلمة معروفة تطلق على الشعب المكسيكي· ومن ناحية التصميم، فقد كانت أشبه نوعا ما إلى التي قبلها، ولكن هذه المرة نقشت الزخرفة المكسيكية التراثية وبهيئة المثلثات والتي تلتقي مع بعضها البعض وتشكل أيضا دائرة بيضاء في الوسط، وفي عام 1990بإيطاليا اختيرت تسمية اتروسكو يونيكو التي لم يختلف تصميمها كثيرا عن الأزتيك، ولكن هذه المرة رسم عليها الأسد ذو ثلاث رؤوس الذي يدل على الحضارة الرومانية· وفي مونديال أمريكا 1994 ظهرت تسميه كوسترا التي رسم عليها النجوم والقمر والشمس والكواكب الشمسية لتعبر على أن الكرة شبيهه بالكرة الأرضية وسط هذه المجرة، لكن الاختلاف بدا بشكل واضح على الكرة في مونديال فرنسا ,1998 ولأول مرة يتنازل المصممون عن اللون الأسود وأطلقت تسمية تيركولر وتعني ذات الألوان الثلاث، حيث غلب عليها الأحمر والأزرق والأبيض وبشكل هيئة الديك الذي يمثل شعار الاتحاد الفرنسي، فكانت هذه الكرة فألا حسنا على الفرنسيين، وبالأخص النجم زيدان الذي أودعها المرمى البرازيلي وبرأسه مرتين في الختام، ثم جاء دور كوريا واليابان التي احتضنت مونديال ,2002 وأطلقت تسمية فافرنوفا على الكرة التي تلونت بالأخضر والأحمر والذهبي، وللمرة الثانية يغيب اللون الأسود في تصميم الكرة، فتفنن بها سحرة السامبا وبالأخص رونالدو الذي داعبها ولامسها الشباك 8 مرات وقد لاقت إقبالا واسعا من محبي الكرة وتم بيع 6 مليون منها، ووصولا إلى نسخة ألمانيا، وهذه المرة ثورة في الجانب التقني والتكنولوجي في تصميم الكرة، حيث صممت من 14 قطعة جلدية مختلفة الشكل لتشكل الحجم الدائري وأطلقت عليها تسمية التيم كاست + وتعني لأننا الفريق للتعبير عن الروح الجماعية للفريق، وقد صممت بوزن أقل من الكرات السابقة الصنع، واختير اللونان الأبيض والأسود لعلاقتهما بألوان زي المنتخب الألماني مع الإطارات المطعمة بألوان الذهبي التي ترمز إلى كأس العالم، وتم وضع بداخلها نقاط التقاء تساعد في إتقان التمريرة، كما أنها ضد الماء وتبقى كما هي رغم أجواء الطقس· ولأول مرة شهد المونديال اللعب بكرتين مختلفتين فقط من ناحية الألوان، حيث تم خوض المباراة النهائية بالكرة نفسها، ولكن اللون الذهبي كان طاغيا عليها بدل الأبيض كون الفائز سيحمل الذهب، وقد تم منح الفرق المشاركة قبل انطلاق المونديال 12 كرة من النوع الأول مع طبع اسم المنتخبين اللذين يخوضان المباراة، ومنحت أيضا 12 كرة ذهبية من التي لعب بها في المباراة النهائية لكي تعتاد عليه الفرق وحافز الوصول إلى مسك الختام وقد بلغ سعر الكرة 110 يورو، وقد بيعت منها لغاية انتهاء الدور الأول من المونديال 50 مليون بمختلف أحجامها وتبرز علامة + 10 وتعني أن اللاعب لا يستطيع الفوز بالكأس بمفرده، فهناك التعاون يأتي من 10 آخرين وبرزت الإعلانات عن هذا مثلا مع رونالدينهو وزيدان وريكلمي وبيكهام وغيرهم من النجوم ورسالة مفادها ليس وحدكم فهناك التعاون من عشرة زملاء· لم تلق كرة القدم الجديدة ''جابولاني'' الجديدة التي استخدمت في نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا استحسان أفضل حراس المرمى في العالم، حيث وصفها البعض بأنها ''سيئة'' ووصفها آخرون بأنها ''عديمة الجدوى''· وجاءت أشد الانتقادات الموجهة إلى ''جابولاني'' من حراس المرمى الذين يواجهون صعوبة في كل بطولة كبيرة للتأقلم مع الابتكارات الحديثة· وقال جانلويجي بوفون حارس مرمى المنتخب الإيطالي الذي يخوض البطولة دفاعاً عن لقبه ''أرى أنه من المؤسف أن نخوض المباريات بكرة كهذه خاصة في مثل هذه البطولة المهمة''، فيما قال خوليو سيزار حارس مرمى المنتخب البرازيلي (ساخراً) إن الكرة ''مشابهة لتلك الكرات التي يمكنك أن تشتريها من أي متجر''· ووصف إيكر كاسياس حارس مرمى المنتخب الإسباني الموقف بالنسبة للكرة الجديدة بأنه ''مروع''، بينما أعرب ديفيد جيمس حارس مرمى إنجلترا عن اعتقاده بأن ''الأهداف التي ستشهدها بطولة كأس العالم (بجنوب إفريقيا) لم تشهدها أي بطولة سابقة''· وأصبحت الكرة بؤرة اهتمام كبير وانتقادات عديدة على مدار البطولات الكبيرة التي جرت في السنوات القليلة الماضية، علما بأنها من صناعة شركة ''أديداس'' الألمانية للملابس والأدوات الرياضية وهي الشركة التي تقدم الكرة الجديدة في كل من بطولات كأس العالم منذ عام .1970 وكان من المنتظر أن تقضي ''جابولاني'' على كل الانتقادات التي وجهت لهذه الشركة بسبب الكرات المستخدمة في البطولات السابقة، ولكن ''غابولاني'' لم تثبت حتى الآن أنها ''الأفضل''، بل استمرت وتزايدت الانتقادات كما تواصلت حقيقة مهمة وهي أن الانتقادات تأتي من اللاعبين غير المتعاقدين مع ''أديداس''، وتتضارب آراء هؤلاء مع تصريح مايكل بالاك قائد المنتخب الألماني ونجم خط وسط تشيلسي الإنجليزي والذي قال إن الكرة ''رائعة· الكرة تفعل ما أريده بالفعل· ليست هناك أي أعذار''· الجدير بالذكر أن لاعبي كل من تشيلسي الإنجليزي والمنتخب الألماني يرتدون أزياء تصممها وتنتجها شركة ''أديداس''· وغاب بالاك عن فعاليات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا بسبب الإصابة، بينما اضطر لاعبون آخرون للتعامل مع الكرة عالية التكنولوجيا علماً بأن الشكوى لا تقتصر على حراس المرمى· وألقى نيمانيا فيديتش مدافع مانشستر يونايتد الإنجليزي والمنتخب الصربي باللوم على ''جابولاني'' في الخطأ الذي ارتكبه، والذي أسفر عن هزيمة منتخب بلاده صفر - 1 في المباراة الودية أمام نظيره النيوزيلندي مطلع هذا الأسبوع· كما أعرب جانباولو باتزيني نجم هجوم المنتخب الإيطالي عن غضبه الشديد من هذه الكرة قائلاً ''الكرة تمثل كارثة للمهاجمين أيضاً· المهاجم يقفز في الهواء ليسدد الكرة برأسه ولكنها تتحرك من مسارها الطبيعي ليفقدها''· كما لم تحظ ''جابولاني'' بإشادة تشافي هيرنانديز نجم خط وسط برشلونة والمنتخب الإسباني، والذي يرى أن اللاعبين قد يواجهون مزيداً من الصعوبات مع انطلاق فعاليات البطولة خاصة مع إقامة بعض المباريات على ارتفاع كبير فوق مستوى سطح البحر مثل المباريات التي أقيمت في جوهانسبورغ وبريتوريا·