يعد تواجد الجماهير في الملعب أحد الرهانات الكبيرة التي تعول عليها ''الفيفا'' في نجاح أي تظاهرة كروية، بما في ذلك كأس العالم، بالإضافة إلى عدد الجماهير التي تتابع المباريات عبر التلفزيون، حيث يقدر العدد الإجمالي لمتتبع فعاليات هذه المنافسة الدولية بأكثر من مليار شخص عبر العالم· والمثير أن عشاق ومتتبعي المنافسات الكروية باتوا يشكلون أهدافا اقتصادية يتم استهدافهم من خلال منتجات خاصة، لعل في مقدمتها تلك الإكسسوارات التشجيعية التي تنتج خصيصا كلما اقترب موعد التشجيع الكروي· وعلى سبيل المثال، فإن الفوفوزيلا، شهد تسويقها أرقما قياسية ليس في جنوب إفريقيا فقط وإنما عبر العالم· والحديث عن التشجيع يمر بالضرورة عن فئات المشجعين الذين باتوا يعدوا بالملايين عبر العالم، ممن يعرفون بعشقهم الذي يدفعهم بالتنقل لأماكن إجراء المباريات أينما جرت· في هذا الخصوص، يقول الخبراء إن عشق الكرة لا يتعلق فقط بعراقة الدولة بالممارسة الكروية، مثلما هو الحال مع دول أمريكا الجنوبية أو أوروبا، إذ أن هناك العديد من الدول حديثة العهد بالكرة المستديرة، إلا أن ذلك لا يمنع عشاق الكرة فيها لبلوغ درجة من الهوس اللامحدود مثلما هو الحال في اليابان أو السعودية، التي اعتبر جمهورها واحدا من أكثر الجماهير تعلقا وهوسا بالكرة· وقد بات التعلق بالكرة المستديرة مرتبطا بقائمة من الطقوس، التي تتخذ أشكالا عديدة، تبدأ بالديكور والإكسسورات والزينة المختلفة، لتصل للأغاني الخاصة· فالحديث عن الهوس الكروي لم يعد يقتصر على مجموعة من الصيحات أو الألوان التزينية، بل تحول إلى نمط معيشي يجمع بين عشاق الكرة عبر العالم· ولعل ما فاقم من الظاهرة مشاركة نجوم الكرة من اللاعبين في مثل هذه الطقوس من خلال تقليعات الموضة في اللباس الخاصة بهم وتسريحاتهم الخاصة التي غالبا ما تجد من يقلدها بين عشاق الكرة عبر العالم· ولا عجب أن يكون الشارع صدى لما يحدث في المستطيل الأخضر· الكل يذكر رقصة روجي ميلا، اللاعب الإفريقي الذي جعل من حركاته في الملعب كلما سدد هدفا تقليدا بات كل فريق ينافس في الحركات المقدمة داخل الملعب على إثر إحراز هدف· غير أن هذا الهوس الكروي بات هو الآخر يتأثر بالطروف المعيشية في كل دولة، فقد بات سلوك محبي الكرة يتمادى في كثير من الأحيان مع الأوضاع العامة في البلاد، بعدما تأكد أن كثيرا من المشجعين يتخذون من التشجيع وسيلة للهروب من الواقع الصعب، لأن البعض منهم يتخذه وسيلة للتعبير عن السخط والتنديد، وهي ظاهرة وإن ظهرت في بريطانيا إلا أنها وجدت طريقها نحو ملاعب العالم، لدرجة أن المستطيل الأخضر بات يشهد ظاهرة جديدة تتعلق بعنف الملاعب· هذا العنف الناتج عن التعصب للفرق الكروية كان السبب المباشر في نشوب صدامات بين الجماهير المشجعة وظهور ظاهرة العنصرية في الملاعب· وإن كان الكثير من علماء الاجتماع يجمعون على أن ما يحدث في الملاعب إنما تعبير غير مباشر عن وجع اجتماعي لا يجد مكانا له للتنفيس غير مدرجات الملاعب· هذا التطرف والتعصب للكرة بلغ مراحل خطيرة في بلدان تشهد مستوى مرتفع من الجريمة مثلما هو الحال في دول أمريكا الجنوبية· فقد سجلت حالات من القتل في صفوف المشجعين على إثر خسارة فريق كروي· المكسيك واحد من الدول التي بلغ عشق الكرة فيها درجة جعلت عدد من المشجعين يختطف المدرب وتعذيبه بعد خروج الفريق المكسيكي من منافسة أمريكا الجنوبية· غير أن الحديث عن التطرف في الملاعب والعنف والعنصرية الكروية شهد أبعادا جديدة بظهور موجة الهوليغانز في بريطانيا، الأمر الذي جعل السلطات العمومية تتخذ الإجراءات اللازمة بلغت درجة تجريم أي حادثة عنف في الملاعب، وقد استغرق الأمر أكثر من عشرية كاملة لتطويق هذه الظاهرة· الهوليغانز·· أخطر المشجعين انطلقت ظاهرة الهوليغانز في بريطانيا مع بداية الثمانينيات بالتوازي مع ظهور حركة شباب البنك، المتمرد على الواقع العام وسياسة التقشف خلال فترة حكم رئيسة الوزراء، مارغاريت تاتشر، لتنتشر فيما بعد الظاهرة وتشمل العديد من البلدان التي تشهد تعلق الشباب بها بكرة القدم· ومن أبرز حركات الهوليغانز التي ظهرت عبر العالم بعد بريطانيا، إيطاليا والأرجنتين· والمعروف عن هذه الجماعات المهووسة حد التطرف بالكرة أنها لا تمانع في اللجوء للعنف في حال خسارة فريقها، حيث تعمد لإثارة الشغب إما بإشعال عدد ضخم وكبير من الشُعل أو تخريب الملعب واللجوء نحو الأرضية أو الصراع بين جماهير الفريقين· قائمة مجلة ''وورلد سوكر'' البريطانية تصنف الجماهير الأكثر عشقا للكرة: الجزائريون مهووسون بكرة القدم لكن ليس لدرجة الجنون احتلت الجماهير الجزائرية حسب مجلة ''وورلد سوكر'' البريطانية المرتبة الثالثة والثلاثين في قائمة الجماهير المشجعة الأكثر متابعة لمجريات المنافسات الكروية، مع العلم أن المجلة صنفت الجمهور السعودي على أنه أحد أكثر جماهير الكرة الأرضية شغفاً وعشقاً لكرة القدم، وذلك في إطار استطلاع قامت به المجلة، حيث احتل الجمهور السعودي المرتبة السابعة عشر، ليكون بذلك أكثر الجماهير العربية هوسا بكرة القدم· أكثر 10 جماهير كروية حضوراً في التصفيات الدولة معدل حضور المتفرجين المكسيك 599 ,81 إنجلترا 754 ,79 فرنسا 130 ,64 جمهورية أيرلندا 298, 59 إيران 428 ,55 تشيلي 54,470 البرازيل 53,335 اليابان 53,107 أستراليا 870, 52 أسكتلندا 477, 48